اقليمي ودولي

سكاي نيوز عربية
الأحد 27 تموز 2025 - 08:38 سكاي نيوز عربية
سكاي نيوز عربية

حماس تنفي تعثّر المفاوضات... وإسرائيل تصعّد ميدانياً

حماس تنفي تعثّر المفاوضات... وإسرائيل تصعّد ميدانياً

بعد ستة أشهر من الجمود التفاوضي، وفي ظل تصعيد عسكري متواصل في قطاع غزّة، بدأت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإعادة النظر في مقاربتها للحرب، وسط تساؤلات متزايدة عمّا إذا كان ذلك يشير إلى تحوّل استراتيجي فعلي، أم مجرّد مناورة جديدة للضغط على حركة حماس.


تصريحات وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو عكست هذا التبدّل الظاهري، إذ أعلن خلال لقائه عائلات المحتجزين الإسرائيليين أنّ "الوقت حان لعرض خيارات جديدة على الرئيس"، مشيرًا إلى احتمال اعتماد نهج أكثر شمولية يشمل إطلاق سراح كافة المحتجزين. إلّا أنّ مراقبين اعتبروا كلامه إعادة تموضع خطابية أكثر منها تحوّلًا في السياسات.


في المقابل، نفت حركة حماس وجود أي أزمة في مسار التفاوض، مؤكدة التزامها بالتوصّل إلى اتفاق. ونقلت شبكة "سي إن إن" عن مصدر قيادي في الحركة أنّ نقطتين لا تزالان موضع خلاف أساسي: تبادل الأسرى وجدول انسحاب القوات الإسرائيلية من مناطق القطاع.


وبحسب المصدر، تقترح حماس تبادل 2200 أسير فلسطيني مقابل ١٠ رهائن أحياء، إلى جانب تسليم جثامين مقابل جثامين، وانسحابات تدريجية للجيش الإسرائيلي من شمال القطاع ورفح، بمعدل 50 مترًا أسبوعيًا من محور فيلادلفيا.


على الأرض، واصلت إسرائيل تصعيدها العسكري، خصوصًا في شرق غزّة، ضمن ما يبدو أنها خطة ميدانية لتقسيم القطاع وزيادة الضغط على حماس. وبالتوازي، تتعمّق الكارثة الإنسانية، إذ حذّرت الأمم المتحدة من تفاقم المجاعة، مؤكدة أن أكثر من مليون طفل يعانون من الجوع الحاد، وسط شحّ كبير في المواد الغذائية والدوائية.


وأشار مكتب الشؤون الإنسانية الأممي إلى أن ضعف التغذية بدأ يهدّد حياة النساء والأطفال وكبار السن، مع انهيار شبه كامل للقطاع الصحي.


وفي هذا السياق، قال الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، حسين عبد الحسين، لقناة "سكاي نيوز عربية" إن ما يحصل من مراجعة أميركية "لا يشكّل تحوّلًا حقيقيًا، بل يُدرج ضمن إطار المناورات السياسية"، مضيفًا: "الحل العسكري سقط، والحل السياسي متعثّر، وكل طرف يفضّل تأجيل الحسم".


وأوضح عبد الحسين أن إسرائيل متمسّكة برحيل حماس عن الحكم، في حين تصرّ الحركة على البقاء، ما يجعل أي مبادرة سياسية أو عسكرية عرضة للفشل. وأضاف: "حتى التصعيد الميداني لم يعد يحقّق مكاسب واضحة، والأهداف باتت محدودة".


وعن موقف ترامب، قال عبد الحسين إن الرئيس الأميركي "يعتمد الضغط الإعلامي والتصريحات المربكة دون تحمّل تبعات سياسية"، مشيرًا إلى أن هذه التصريحات قد تكون لتغطية الإخفاقات أو لزيادة الضغط على حماس، دون أن تعني بالضرورة وجود تحرّك عملي قريب.


أما رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، فلا يدفع بدوره أثمانًا سياسية كبيرة في الداخل، حيث ما زال يحظى بغالبية في الكنيست، رغم التظاهرات المتزايدة ضده.


وفي ما يخص مسار التطبيع، يرى عبد الحسين أن إسرائيل تفصل بوضوح بين ملف غزة والمسار الدبلوماسي الإقليمي، خلافًا لبعض الدول العربية التي تربط بين الملفين.


ويختم عبد الحسين بالتشديد على أن "الوضع في غزة بات حالة من اللاحرب واللاسلم، حيث لا نصر ولا هزيمة، والنتيجة الوحيدة المؤكدة هي تفاقم المأساة الإنسانية"، معتبرًا أن سياسة "اللاحسم" تصبّ في مصلحة إسرائيل، بينما يدفع الغزيون وحدهم ثمن الانهيار المتواصل.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة