تواصل بعض وسائل الإعلام حملتها المستمرة لتقديم صورة نمطية سلبية عن حزب الله، مركّزة على ما تزعم أنه أزمات داخلية متعددة يعاني منها، لا سيّما على الصعيد المالي، في محاولة للتأثير على البيئة الحاضنة للحزب عبر تسليط الضوء على ما يُفترض أنه تراجع في حجم الدعم والتقديمات المقدّمة إلى عوائل الشهداء والمقاتلين.
وفي هذا الإطار، بثّت قناة "العربية/الحدث" تقريرًا تناولت فيه ما وصفته بـ"أزمة مالية حادّة" يمر بها الحزب، مدّعية أن إداراته المعنية بالملفّين التربوي والاستشفائي قرّرت تقليص التغطيات إلى الحد الأدنى، خصوصاً لعوائل الشهداء.
وزعمت القناة أن مؤسسة الشهيد بدأت بإبلاغ الأهالي بقرار وقف تغطية الأقساط الجامعية في الجامعات الخاصة، مشيرة إلى أن القرار يشمل عوائل شهداء الحزب في مختلف المحطات، من حرب تموز 2006 إلى العدوان الإسرائيلي الأخير مرورًا بـمعارك سوريا وأحداث 7 أيار.
غير أن مصادر مطّلعة على ملف التقديمات الاجتماعية داخل حزب الله، نفت هذه المعلومات جملةً وتفصيلاً، مؤكدة أنه لا تغيير طرأ على سياسات التغطية المعتمدة، لا في الجانب التربوي ولا الاستشفائي، وأن التقديمات مستمرة كما كانت.
وكشفت المصادر أن التعبئة التربوية، بالتعاون مع مؤسسة الشهيد، بدأت فعليًا التحضيرات للموسم الدراسي المقبل، وشرعت في جمع بيانات الطلاب بالتعاون مع ذويهم، تمهيدًا لإعداد الجداول الخاصة بالتغطيات الجامعية، وفقاً لاختصاصات الطلاب والجامعات التي يتابعون الدراسة فيها أو ينوون الالتحاق بها.
وأكدت المصادر أن حزب الله يُولي عناية خاصة لأبناء الشهداء في مختلف النواحي، ويخصص مؤسسات داخلية لضمان حسن انتظام شؤونهم، ويمنح الأولوية لتعليمهم وتوجيههم المهني، بما يتناسب مع قدراتهم واحتياجاتهم المستقبلية.
وفي السياق الاستشفائي، أشارت المصادر إلى أن الميزانيات المخصصة ما زالت مؤمّنة بالكامل، رغم أن بعض المستشفيات المتعاقدة قد أجرت تعديلات طفيفة في تفاصيل معينة تخص المعاينات أو الفحوصات، من دون أن يؤثّر ذلك على جوهر التغطية أو استمراريتها.