في مشهد وصف بأنه تجسيد مصغر للحصار والعقاب الجماعي المفروض على أكثر من مليوني إنسان في قطاع غزة، اقتحمت قوات إسرائيلية مسلّحة سفينة "حنظلة" التي كانت تُبحر في المياه الدولية بهدف كسر الحصار البحري، وعلى متنها ناشطون دوليون وبعض المساعدات الرمزية كعلب حليب أطفال ودمى محشوّة.
المحامية الفلسطينية-الأميركية هويدا عراف، إحدى الناشطات على متن السفينة، تحدّثت عن تفاصيل الاقتحام والاحتجاز في مقابلة مع "الجزيرة نت"، مؤكدة أن الجنود الإسرائيليين دخلوا السفينة بعشرات المسلّحين، أزالوا الكاميرات لمنع توثيق الحقيقة، ثم قدّموا الماء والطعام أمام الكاميرات الخاصة بهم في محاولة دعائية لإظهار وجه "إنساني زائف"، وفق تعبيرها.
ورفض النشطاء أخذ أي طعام أو ماء، قائلين: "أنتم من تجوّعون أطفال غزة، لا يمكن أن نقبل منكم شيئًا، هذه ليست إنسانية بل إهانة".
وبحسب عراف، بدأ النشطاء إضرابًا عن الطعام منذ لحظة اعتراض السفينة، وأُبعدت لاحقًا عن بقية المجموعة بسبب حملها هوية فلسطينية. وأشارت إلى أن الناشط الأميركي كريس سمولز تعرّض لعنف جسدي شديد على يد الجنود الإسرائيليين، فيما تعرّضت ناشطات أخريات لانتهاكات وضغوط نفسية، واحتُجزن في ظروف مزرية تفتقر إلى التهوية ومستلزمات النظافة.
ورفض النشطاء توقيع أي تعهدات بعدم العودة إلى غزة، رغم محاولات سلطات الاحتلال فرضها، بل إنهم ما زالوا مضربين عن الطعام، بحسب ما أكده مركز "عدالة" الذي يتابع القضية، مشيرًا إلى رفض إجراءات الترحيل السريع في جلسات الاستماع داخل سجن "جفعون".
عراف شددت على أن ما حدث هو قرصنة بحرية متعمّدة لإسكات أصوات الحرية، معتبرة أن الرواية التي تحاول إسرائيل صناعتها مجرد بروباغندا مضللة، مضيفة: "أرادوا أن يظهروا بمظهر المتحضّر أمام العالم، لكن رعبهم من علبة حليب واحدة يفضحهم".
وحمّلت عراف مسؤولية مشتركة لبعض الحكومات الغربية والعربية، متهمة إياها بـ"التواطؤ بالصمت"، مشيرة إلى أن المجتمع الدولي "شريك في الجريمة عبر غضّ الطرف عن الحصار والتجويع في غزة".
وفي ختام حديثها، دعت إلى حراك عالمي عاجل لكسر الحصار، مؤكدة أن سفينة "حنظلة" ما هي إلا بداية لتحريك الضمير العالمي، وأن النشطاء لن يتوقفوا عن محاولات إيصال صوت غزة إلى كل مكان.
الـــمــــزيــــــــــد
