وفي التفاصيل التي حصل عليها "ليبانون ديبايت"، فإن العائلة كانت تحتفل في منزلها بنجاح ابنتها، وسط أجواء من الفرح والتهليل، حين دوّى صوت الرصاص ابتهاجًا، كما يحصل في كثير من المناطق اللبنانية خلال المناسبات. لكن هذه المرة، لم تكن الرصاصة في الهواء فحسب… بل أصابت عمار، الذي كان يشارك أهله فرحتهم.
نُقل الشاب إلى أحد مستشفيات المنطقة وهو في حالة حرجة، وبذل الأطباء قصارى جهدهم لإنقاذه، لكن الإصابة كانت قاتلة. وقبل ساعات قليلة، فارق عمار الحياة، تاركًا أهله وأحبّاءه في صدمة عميقة... وفرحة لم يُكتب لها أن تكتمل.
ما حصل في الهرمل اليوم ليس حادثًا عابرًا، ولا يمكن اختزاله بعبارة "قدر الله وما شاء فعل"، بل هو نتيجة مباشرة لجهلٍ متفشٍّ وسلوكٍ متهوّر لطالما حوّل لحظات الفرح إلى مآتم. إطلاق النار العشوائي في المناسبات لم يعد تعبيرًا عن الفرح، بل عن التخلّف واللامسؤولية. إنه سلوك يُزهق الأرواح بدل أن يعبّر عن مشاعر الفرح.
كم من مرة حذّرت السلطات؟ وكم من نداء أطلقته الجمعيات؟ وكم من ضحية سقطت قبل عمار؟ ومع ذلك، ما تزال هذه الظاهرة القاتلة مستمرة، وكأن حياة الناس لا قيمة لها، وكأن الألم لا يطرق إلا أبواب الآخرين.
اليوم، بلدة الهرمل في حداد، وعائلة كنعان ودّعت ابنها بدل أن تزفّه. واليوم، يُفترض أن يُسجَّل هذا الحادث المرير كعبرة مؤلمة لكل من يفكر بإطلاق النار في لحظة حماسة.
وبينما نترقّب في الأيام المقبلة صدور نتائج الشهادة الثانوية العامة بفروعها الأربعة، ندقّ ناقوس الخطر: ما حصل مع عائلة كنعان قد يحصل مع أيّ عائلة أخرى. لا تجعلوا الرصاصة تعبر عن فرحكم، فتخطف منكم أحبّاءكم. لنفرح بالعقل، لا بالسلاح… لأن كل رصاصة طائشة قد تكتب مأساة جديدة.