أكّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن نظيره الصيني شي جين بينغ سيقوم بزيارة مرتقبة إلى الولايات المتحدة، مرجّحًا في الوقت نفسه أن يقوم هو شخصيًا بزيارة إلى الصين قبل نهاية العام الحالي، رغم عدم تحديد موعد رسمي حتى الآن.
وقال ترامب في مقابلة مع موقع "بريتبارت" الأميركي: "سنرى ما سيحدث، ولكن على الأرجح سوف نذهب إلى الصين في المستقبل غير البعيد، وربما قبل نهاية هذا العام، وإنه (شي جين بينغ) سيأتي إلى هنا"، مشيرًا إلى احتمال أن يترأس وفدًا رفيعًا يضم كبار رجال الأعمال والرؤساء التنفيذيين الأميركيين في زيارته المقبلة إلى بكين.
وكان ترامب قد أعلن في حزيران الماضي أنه قبل دعوة شي جين بينغ لزيارة الصين، مؤكدًا عزمه على القيام بهذه الزيارة "في مرحلة ما". إلا أن تصريحاته الأخيرة أظهرت ترددًا واضحًا بشأن عقد قمة ثنائية رسمية، حيث صرّح الثلاثاء أنه "لا يسعى حاليًا لعقد قمة مع الرئيس الصيني"، مضيفًا أن زيارته للصين ستكون فقط إذا وُجّهت إليه دعوة رسمية.
وتأتي هذه التصريحات في وقت لا تزال فيه التوترات التجارية بين واشنطن وبكين قائمة، على خلفية الرسوم الجمركية المتبادلة التي تصاعدت بشكل كبير منذ إعلان ترامب في 2 نيسان 2025 عن فرض تعريفات إضافية على الشركاء التجاريين، وفي مقدمتهم الصين. وقد ردّت بكين حينها بفرض رسوم وصلت إلى 125% على البضائع الأميركية، بينما بلغت الرسوم الأميركية على السلع الصينية 145%، ما أدّى إلى تصعيد اقتصادي لافت بين القوتين.
ورغم هذه الخلافات، أجرى ترامب اتصالًا هاتفيًا بنظيره الصيني في وقت سابق من يونيو، دام نحو 90 دقيقة، ووصفه بأنه "إيجابي للطرفين"، ما فتح الباب أمام تكهنات بإعادة الدفء للعلاقات الثنائية، خصوصًا مع الأنباء التي تحدثت عن احتمال لقاء بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الصين إذا تزامنت زياراتهما.
وفي هذا السياق، أكّد الكرملين أنه "لا يمكن استبعاد لقاء بين ترامب وبوتين إذا قرر الأول زيارة الصين في الوقت ذاته الذي يتواجد فيه الرئيس الروسي هناك"، ما يُضفي مزيدًا من الزخم السياسي على هذه الزيارات المتوقعة.
من جهته، شدّد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو على أن الولايات المتحدة "تسعى إلى علاقة قائمة على الاحترام المتبادل مع الصين"، في وقت تبدو فيه إدارة ترامب حريصة على إعادة صياغة العلاقة مع بكين ضمن توازن جديد بين المصالح الاقتصادية والاعتبارات الجيوسياسية.