في احتفال تكريمي نظّمه حزب الله في بلدة دبعال الجنوبية، تخليدًا للشهيدين محمد حيدر عبود "فلاح"، وعلي محمد العلي "أبو غريب"، وفقيد الجهاد هادي يحيى فاعور "أبو زينب"، شدد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسين جشي على أن موضوع نزع سلاح المقاومة "غير قابل للتنفيذ لا بالقوة ولا حتى في الأحلام"، معتبرًا أن "أي نقاش حول هذا السلاح لا يمكن أن يُفتح إلا حين تصبح الدولة قوية قادرة على حماية شعبها وردع العدو".
وفي كلمته خلال الاحتفال الذي حضرته عوائل الشهداء وفعاليات دينية وشعبية من المنطقة، قال جشي إن "البعض يطرح تسليم السلاح مقابل ضمانات دولية أو تشكيل قوة تردع إسرائيل"، مشيرًا إلى أن حزب الله، منذ أيام الإمام موسى الصدر، كان من دعاة قيام الدولة القوية العادلة، لكنه تساءل: "أين هذه الدولة التي تستطيع أن تحمي شعبها وتمنع الاعتداء عليه؟".
ورأى جشي أن "الدولة اللبنانية لم تتمكن في محطات عدة من التاريخ، لا عام 1972 ولا عام 1978 ولا في اجتياح 1982، من منع إسرائيل من اجتياح أراضينا، فكيف يمكن الرهان على إمكانات قاصرة في زمن لا يقيم فيه أحد وزناً للعدالة والإنسانية؟".
ولفت إلى أن "ما يشهده العالم من صمت على المجازر في غزة خير دليل على غياب المعيار الإنساني، حيث ارتقى أكثر من مئتي ألف شهيد وجريح دون أن يتحرك المجتمع الدولي، وبعضه اكتفى ببيانات خجولة".
وأكد جشي أن حزب الله لا يبحث عن القتال من باب الهواية، بل يمارسه "كرهاً وعن اضطرار دفاعاً عن الشعب والكرامة"، مشيرًا إلى أن "لبنان يشهد منذ ثمانية أشهر خروقات يومية من قبل إسرائيل وصلت إلى 4151 خرقًا، من دون أن تنجح الدبلوماسية أو العلاقات الدولية في ردعها"، مضيفًا: "هذا الواقع يفرض على الجميع التسليم بأن سلاح المقاومة ليس مطروحًا على الطاولة، لأن البديل عنه غير موجود".
وختم النائب جشي بالتشديد على أن "كل كلام لا يستند إلى قدرة حقيقية على حماية لبنان هو كلام فارغ ومردود، ونحن سنبقى حيث تقتضي مسؤوليتنا أن نكون، دفاعًا عن الأرض والكرامة، ولن نقبل أن نُذلّ أو نُستسلم، كائنًا من كان الخصم".