أثار وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو، من حزب "العظمة اليهودية" اليميني المتشدد، جدلاً واسعاً بعد تصريحات قال فيها إن "تحقيق النصر على حماس أهم من قضية الرهائن"، في إشارة إلى المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة.
وقال إلياهو في حديث إذاعي إن الرهائن يجب أن يُعرَّفوا بوصفهم "أسرى"، وأن "التعامل مع قضيتهم يجب أن يأتي فقط بعد تحقيق النصر الكامل وهزيمة حماس"، مضيفاً: "يجب ألا تكون قضية المختطفين العنوان الرئيسي للعمليات الحالية... هذا التخبط هو الذي يجعلهم عالقين حتى الآن في غزة".
وجاءت هذه التصريحات لتؤكد توجهاً داخل بعض الأوساط الحكومية يربط بين استمرار الحرب وملف الأسرى، ما أثار ردود فعل غاضبة في الأوساط السياسية والشعبية.
وقال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد: "بعد أن اقترح سابقاً إلقاء قنبلة نووية على غزة، ها هو وزير التراث يقترح اليوم التخلي عن الرهائن وتركهم للموت"، وتابع: "إذا لم يُطرد هذا الوزير من الحكومة، فإن ذلك يعني أن الحكومة نفسها تخلّت عن الرهائن".
من جهته، اتهم زعيم حزب الديمقراطيين في إسرائيل، يائير غولان، الحكومة باتخاذ قرار ضمني منذ أشهر بـ"التضحية بالمختطفين" من أجل إطالة أمد الحرب. وقال: "ما يقوله إلياهو علناً هو في الواقع ما تفعله الحكومة وتخفيه"، مضيفاً أن "الحرب تُستغل لأهداف التهجير والاستيطان ويجب وقف هذا النهج فوراً".
في المقابل، حاول رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو احتواء الجدل، مؤكداً في رسالة مصوّرة إلى عائلات الرهائن أن "إسرائيل تواصل جهودها لإطلاق سراحهم"، مضيفاً: "أجريت مشاورات إضافية حول ملف الرهائن، ولن نتوقف عن المحاولة".
وقال نتنياهو إن "العقبة الأساسية أمام التقدم في المفاوضات هي رفض حماس"، مشيراً إلى أن "الجميع يدرك ذلك الآن، حتى أولئك الذين ظلوا مخدوعين لفترة طويلة"، بحسب تعبيره.
وتأتي هذه التصريحات في ظل جمود في مسار المفاوضات غير المباشرة بوساطة قطرية ومصرية وأميركية، وبعد أسابيع من عودة الوفد الإسرائيلي من الدوحة دون تحقيق اختراق يُذكر، بينما يتصاعد الغضب الشعبي داخل إسرائيل على خلفية تعثّر صفقة تبادل قد تضع حدّاً لمأساة الرهائن وعائلاتهم.
الـــمــــزيــــــــــد
