المحلية

ليبانون ديبايت
الأربعاء 30 تموز 2025 - 16:56 ليبانون ديبايت
ليبانون ديبايت

"هدنة معلّقة وخطر متصاعد"... ماذا يُخبئ آب للبنان؟

"هدنة معلّقة وخطر متصاعد"...  ماذا يُخبئ آب للبنان؟

"ليبانون ديبايت"

كثر الحديث مؤخرًا عن احتمال أن يشهد لبنان ما يُسمّى بـ"آب الساخن"، وسط تصاعد التوترات جنوبًا وتكاثر الإشارات الدبلوماسية والسياسية التي توحي بأن البلاد أمام مفترق مصيري، فهل هذه التوقعات مبنية على معطيات ملموسة، أم أنها مجرّد سيناريوهات ضمن الضبابية الإقليمية الراهنة؟

في هذا السياق، يؤكد الصحافي والمحلل السياسي جورج علم، في حديث إلى "ليبانون ديبايت"، أن "هناك اتفاقًا لوقف إطلاق النار التزم به لبنان إلى حدّ كبير، في حين لم تلتزم به إسرائيل، ما يُبقي الحرب قائمة ولكن بصيغة غير معلنة وغامضة المعالم".


ويرى علم أن "صحيح أن هناك مسارًا دبلوماسيًا جارٍ، لكن السؤال الأساسي يبقى، لماذا عبّر لبنان عن تمنّيه لمبادرة أميركية؟ يبدو أن هذا الموقف جاء نتيجة قناعة بأن الولايات المتحدة قادرة على الضغط على إسرائيل لحثها على الالتزام بوقف إطلاق النار، وبالتالي مساعدة الحكومة اللبنانية على تنفيذ برنامجها الوزاري وخطاب القسم".


لكن علم يلفت إلى أن "المواقف الأميركية الأخيرة تُظهر أن واشنطن إما عاجزة أو غير راغبة في الضغط على إسرائيل، وهو ما يجعل دورها كوسيط غير فاعل، بل قد تكون تمارس ضغطًا معاكسًا على لبنان لصالح إسرائيل، ما يطرح علامات استفهام كبيرة حول مدى واقعية انتظار التزامات لبنانية بشروط إسرائيلية، لا قدرة فعلية لدى العهد أو الحكومة على تنفيذها".


ويضيف: "لا أقول إن الحرب باتت حتمية، لكن يجب أن نطرح أسئلة جوهرية، ما الذي قد يحصل في حال اندلعت الحرب؟ هل هناك من يسعى إلى فرض السيطرة على القرار السياسي اللبناني؟ أو إلى دفع اللبنانيين للقبول بأمر واقع يرفضونه؟ هل هناك من يحاول دفع لبنان نحو صراع داخلي؟ هذا السيناريو يبدو مستبعدًا، إذ من الواضح أن رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، يدرك تمامًا أن أي حرب أهلية ستكون مدمّرة لما تبقّى من الوطن والكيان والسيادة".


ويتابع: "نحن أمام خيارات مصيرية، والرهان اللبناني لا يزال قائمًا على دور أميركي متوازن، خاصة وأن الولايات المتحدة تملك قدرات مؤثرة، وإذا كانت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب جادة في دعم العهد اللبناني وإنجاح الدولة، فالمطلوب منها خطوات عملية تُسهم في دعم المؤسسات وتفعيلها، أما إذا بقي تركيز الإدارة الأميركية محصورًا في مسألة سلاح حزب الله، والضغط باتجاه مواجهة داخلية أو عسكرية لنزعه، فإنها بذلك تفتح الباب أمام دمار شامل للبنان، وهي تدرك جيدًا أن تداعيات الحرب الأهلية السابقة كانت كارثية على مؤسسات الدولة ووحدة المجتمع".


ويخلص علم إلى القول إن "المشهد لا يبدو ساكنًا، بل يتجه نحو مزيد من التدهور، والسؤال المطروح، هل سيتم ترك الأمور على حالها؟ أم أن البلاد أمام احتمالات جديدة لحرب أو تصعيد كبير؟ كل السيناريوهات تبقى واردة، لكن يبقى السؤال الأهم، هل تسعى الإدارة الأميركية فعليًا إلى قيام دولة لبنانية موحدة، مستقرة ومؤسساتية؟ أم أنها تتحرك وفق أجندة تتماهى مع الطموحات الإسرائيلية؟ هذا ما يجب على واشنطن أن توضحه بشكل صريح".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة