ويتكوف إلى تل أبيب وغزة... والهدف: توزيع المساعدات أم إحكام السيطرة؟

وسط تصاعد الضغوط الدولية بشأن الوضع الإنساني في قطاع غزة، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن إسرائيل سلّمت الوسطاء وثيقة تتضمن ملاحظاتها على ردّ حركة حماس الأخير بشأن مقترح وقف إطلاق النار. ونقلت هيئة البث الرسمية والقناة 12 عن مصادر مطلعة أن التعديلات الإسرائيلية أُرسلت في إطار المساعي الجارية لدفع المفاوضات قُدمًا.

وأشارت القناة 12 إلى أن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف قد يتوجه إلى المنطقة اليوم الأربعاء أو غدًا الخميس، بهدف الضغط لإتمام الصفقة، وفق ما نقلته عن مسؤول إسرائيلي. وتأتي هذه التحركات بعد أيام من استدعاء كل من إسرائيل والولايات المتحدة لفريقيهما المشاركين في مفاوضات الدوحة لـ"إجراء مزيد من المشاورات"، في خطوة استغربتها حركة حماس، معتبرة اتهامات ويتكوف لها بعدم إبداء حسن نية "غير مبررة"، وواصفة سلوكه بـ"الأناني".

في موازاة ذلك، كشف الصحافي باراك رافيد عن مصادر أميركية تفيد بأن ويتكوف سيتوجّه إلى إسرائيل لبحث الأزمة الإنسانية في غزة، وربما يقوم أيضًا بزيارة لمراكز توزيع الغذاء التابعة لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، وهو كيان تتهمه منظمات دولية بأنه أداة أميركية - إسرائيلية لتقنين تجويع الفلسطينيين وتهجيرهم قسريًا.

وتقود المؤسسة، منذ أواخر أيار، مشروعًا مشتركًا للسيطرة على توزيع المساعدات في القطاع، رُفض من قبل الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية وصفته بأنه "مصيدة موت"، وارتبط اسمه بمقتل أكثر من 1000 فلسطيني وإصابة آلاف آخرين بنيران الجيش الإسرائيلي.

وفي سياق متصل، تُعقد مساء اليوم جلسة للمجلس الوزاري المصغر في إسرائيل، وصفها الإعلام العبري بأنها "مهمة"، من دون الكشف عن تفاصيل جدول أعمالها. ويُرجح أن تتناول التعديلات الإسرائيلية على مقترح وقف إطلاق النار، بالإضافة إلى مستجدات الاتصالات الأميركية.

الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان قد أقرّ، في تصريحات متتالية هذا الأسبوع، بأن الوضع في غزة "فظيع"، قائلاً إن "الأطفال يتضورون جوعًا"، متعهّدًا بإيصال المساعدات، رغم إشارته إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يُصرّ على الإشراف المباشر على مراكز توزيع الغذاء. ويُلاحق نتنياهو حاليًا بمذكرات توقيف من المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب.

ونقل موقع "أكسيوس" عن مسؤول في إدارة ترامب أن "الرئيس يريد الاطلاع على الوضع الإنساني عن كثب، لمعرفة أفضل الطرق لإيصال مزيد من المساعدات إلى المدنيين في غزة".

وفي السياق نفسه، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن رئيس جهاز الموساد، ديفيد برنيع، يزور واشنطن حاليًا لإجراء مشاورات أمنية وسياسية، دون مزيد من التفاصيل.

على الأرض، يتواصل التدهور الإنساني في القطاع المحاصر، إذ بلغ عدد الشهداء جراء الجوع والجفاف فقط 154 شهيدًا، بينهم 89 طفلًا، بحسب وزارة الصحة في غزة. ويأتي ذلك في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ تشرين الأول 2023، والتي أسفرت عن استشهاد أكثر من 60 ألف فلسطيني، وإصابة أكثر من 146 ألفًا، وتشريد معظم سكان القطاع، وسط دمار شامل وصفته تقارير فلسطينية ودولية بأنه "غير مسبوق منذ الحرب العالمية الثانية".