كشفت لقطات مصوّرة من العرض العسكري الذي أُقيم في موسكو في 9 أيار 2025، عن استخدام جهاز جديد مضاد للطائرات المسيّرة ضمن فريق حماية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في خطوة تعكس القلق المتزايد من التهديدات الجوية في العاصمة الروسية.
وبينما كانت موسكو تحيي الذكرى الـ80 لانتصار الاتحاد السوفياتي على ألمانيا النازية في ساحة الكرملين، ظهر أحد الحراس المرافقين لبوتين حاملاً جهازاً يُشبه سلاحاً محمولاً عالي التقنية. ووفقاً لتقارير موقع بيزنس إنسايدر، فإن الجهاز يُعرف باسم "يولكا"، ويُستخدم لاعتراض الطائرات المسيّرة الخفيفة عبر الاصطدام المباشر بها، وليس من خلال التشويش أو تعطيل إشاراتها، على خلاف الأنظمة التقليدية.
الفيديو، الذي نُشر يوم 30 تموز على منصة "إكس" من قِبل المحلل العسكري الأوكراني سيرهي "فلاش" بيسكريستنوف، أشار إلى أن ما ظهر في العرض يُعد نموذجاً جديداً في أدوات الحماية الشخصية للرؤساء في ظل تصاعد خطر الطائرات المسيّرة.
ورغم عدم صدور تأكيد رسمي من الكرملين بشأن "يولكا"، إلا أن البث التلفزيوني الروسي أظهر عناصر حماية يرتدون الزي ذاته ويحملون الجهاز نفسه، ما يعكس الجدية في التعامل مع التهديدات الجوية، خاصة بعد تكرار الإنذارات التي أدت إلى إغلاق مطارات في موسكو في أيار الفائت.
وتقول التقارير إن "يولكا" يُستخدم ضد المسيّرات الصغيرة والخفيفة فقط، ما يُعزز الفرضية بأن ظهوره في العرض يحمل دلالات رمزية أكثر منها عملية، في وقت باتت فيه المسيّرات المتطورة قادرة على تجاوز الأنظمة التقليدية للتشويش والتعطيل.
وفي سياق متصل، أعلن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف عن إلغاء العرض البحري السنوي بمناسبة "يوم الأسطول الروسي" في سانت بطرسبرغ، مرجعاً القرار إلى "أسباب أمنية"، في ظل تصاعد الهجمات الأوكرانية بالمسيّرات على منشآت استراتيجية داخل روسيا، بما في ذلك موسكو ومدن كبرى.
ويؤشر هذا التطوّر إلى مرحلة جديدة من التحديات الأمنية التي تواجهها الحماية الرئاسية في العالم، مع دخول الطائرات المسيّرة كسلاح هجومي وتجسّسي، ويؤكد في الوقت ذاته على سعي موسكو إلى ابتكار حلول دفاعية متقدمة لمواكبة تحوّلات ساحة المعركة الحديثة.