انتقد مستشار الأمن القومي الأميركي السابق، جيك سوليفان، اليوم الجمعة، القيادة الإسرائيلية بسبب ما وصفه بالسعي إلى "حرب بلا نهاية" مدفوعة باعتبارات سياسية ومكاسب عملياتية محدودة، محذرًا من تداعياتها على الأمن الإسرائيلي والعزلة الدولية المتزايدة لإسرائيل.
وفي تحليل نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أشار سوليفان إلى أن إسرائيل، رغم تفوقها العسكري وضعف أعدائها، فشلت في تحويل انتصاراتها الميدانية إلى استراتيجية مستدامة تضمن أمن مواطنيها. وحذر من أن "المذبحة المروعة" والكارثة الإنسانية في غزة تؤدي إلى تآكل الدعم الدولي لإسرائيل، مما يضر برخائها وأمنها على المدى البعيد.
ودعا سوليفان تل أبيب إلى تعديل أهدافها التفاوضية، وعدم الاكتفاء بوقف إطلاق النار المؤقت، بل تقديم عرض "فوري وجريء" لإنهاء الحرب بشكل دائم مقابل إعادة جميع الرهائن، سواء الأحياء أو القتلى. وأكد أن استمرار التصريحات الإسرائيلية حول إمكانية استئناف القتال يقوّض أي فرص للسلام.
واقترح أن تُسند السيطرة الإدارية على غزة إلى سلطة فلسطينية مدعومة إقليميًا، مع مشاركة المجتمع الدولي في إعادة الإعمار، متوقعًا أن تضطر حماس إلى القبول بهذا السيناريو تحت ضغط دولي متزايد. وردًا على المخاوف الإسرائيلية من بقاء مقاتلي حماس في القطاع، استشهد سوليفان بنموذج جنوب لبنان، حيث تحقق لإسرائيل أمن نسبي دون القضاء الكامل على حزب الله، معتبرًا أن آلية مراقبة مماثلة يمكن تطبيقها على حدود غزة لمنع إعادة التسلح، خاصة مع سيطرة إسرائيل الأوسع على المعابر مقارنة بالحدود اللبنانية.
وحذّر المسؤول الأميركي السابق من أن البديل عن إنهاء الحرب هو استمرارها بلا أفق، مع تكاليف أخلاقية واستراتيجية كارثية، دون تحقيق سوى "أهداف اليمين المتطرف" المتمثلة في تدمير غزة وتهجير سكانها، واصفًا ذلك بـ"المشروع الحقير وغير المقبول".
وشدد على أن القيادة الإسرائيلية تتحمل المسؤولية الكبرى عن الأزمة الإنسانية في غزة، رغم محاولاتها إلقاء اللوم على الأمم المتحدة أو حماس، مشيرًا إلى أن إسرائيل تسيطر عسكريًا على القطاع وعليها ضمان الظروف الآمنة لتوزيع المساعدات. كما لفت إلى معاناة المدنيين، وخاصة الأطفال، الذين يواجهون مجاعة وحصارًا خانقًا يفاقم الخسائر البشرية.
وختم سوليفان بدعوة إسرائيل إلى تبني مسار دبلوماسي مع الدول العربية، وإثبات أنها لا تسعى إلى التهجير القسري، محذرًا من أن استمرار الوضع الراهن "سيحوّل الأصدقاء إلى منتقدين".