"ليبانون ديبايت"
لا يرى مسؤول الإعلام في حركة حماس في لبنان وليد الكيلاني، في حديث إلى "ليبانون ديبايت"، أن زيارة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف ستشكّل فارقًا في الإبادة الإسرائيلية لأهالي غزة، فهي واقعة ولا يحتاج ويتكوف إلى تكريسها، معتبرًا جولاته في فلسطين المحتلة أو الدول الراعية للمفاوضات مثل ذرّ الرماد في العيون. لذلك، فالدور الأميركي مطابق تمامًا للدور الإسرائيلي، ولا يختلف عنه نهائيًا، فهو مساند وداعم أساسي للمفاوض الإسرائيلي، والأميركي ليس طرفًا نزيهًا في عملية التفاوض.
ويعود للتذكير بما حملته المفاوضات في الآونة الأخيرة عندما كان هناك جدّية فيها، حيث قدّمت المقاومة تنازلات كبيرة أكثر من السابق، ولكن الإسرائيلي لا يزال مستمرًا في مخطّطه لتدمير قطاع غزة، لأن هذا المخطّط سيفشل إذا تم التوصّل إلى اتفاق. ومن هذا المنطلق، يحاول الإسرائيلي أن يكسب الوقت ويحاول أن يماطل في هذه المفاوضات حتى يحقق أهداف هذه المعركة.
ويشدّد على أن الإسرائيلي لم يحقق حتى الآن أهداف هذه المعركة، لم يستطع، لا من خلال عربات جدعون ولا من خلال خطة الجنرالات، والآن يتوعّد قطاع غزة بحرب إبادة جديدة، ولكن "هندسة التجويع" التي يمارسها في قطاع غزة جرّت عليه نقمة عالمية، ليس فقط في أوروبا، بل في كل العالم، وأصبح الإسرائيلي منبوذًا عالميًا، أكان سياسيًا أو غير ذلك.
ويعتبر الكيلاني أن القضية الفلسطينية في مرحلة حرجة، ويجب على الدول العربية الانتقال من مربّعات الإدانة والشجب إلى مربّعات محاسبة هذا العدو، مستغربًا موقفها، في حين أن كل الأوروبيين ودول العالم يتحركون، ففرنسا وبريطانيا تريدان الاعتراف بدولة فلسطينية، وكذلك كندا، بينما العرب، للأسف، نائمون وينظرون نظرة عدائية للشعب الفلسطيني.
أما فيما يخص مؤتمر حل الدولتين الذي تتبناه المملكة العربية السعودية وفرنسا، يذكّر الكيلاني بما حصل في العام 2002 خلال القمة العربية في بيروت، حينما طرح خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حلّ الدولتين، وهذه مسألة موجودة على طاولة جامعة الدول العربية، ولكن الإشكالية هي عند الإسرائيلي الذي لا يريد حل الدولتين، ولا يريد دولة فلسطينية، هذا واقع، والمؤشرات تدل على ذلك.
وإذ يعتبر أنه يمكن للمملكة العربية السعودية أو فرنسا أن تقيم مؤتمرًا لحلّ الدولتين، إلا أنه يسأل: "هل يصبح حلّ الدولتين نافذًا؟"، ليؤكد أنه لن يحصل ذلك، ففي عام 2002 طُرح حلّ الدولتين بالإجماع العربي، ولم يلقَ آذانًا صاغية، لأن الإسرائيلي هو الذي يجب أن يعترف بحلّ الدولتين، وليس الطرف الثاني. وإسرائيل حتمًا لا تريد حلّ الدولتين، ولا تريد أي فلسطيني موجود في غزة أو حتى الضفة، وتريد أن تهجّر كل فلسطينيي عام 1948.