وسط أزمة إنسانية خانقة في غزة وانهيار المسارات الدبلوماسية، فجّرت زيارة مبعوث الرئيس الأميركي، ستيف ويتكوف، إلى القطاع جدلاً واسعاً، بعدما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عنه قوله إن حماس أبدت استعداداً للتخلي عن سلاحها، وهو ما قوبل برفض قاطع من الحركة التي ربطت أي نقاش بهذا الملف بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967.
ويتكوف، الذي جال أمام عدسات الكاميرات في مراكز الإغاثة بغزة، تحدث عن "خطة أميركية شاملة" لإنهاء الحرب واستعادة المحتجزين، وفق صحيفة "هآرتس". لكن تصريحه بشأن "انفتاح" حماس على نزع السلاح، والذي نقلته هيئة البث الإسرائيلية، اعتبرته الحركة "افتراءً" لا أساس له.
وفي تل أبيب، وعقب لقائه عائلات الرهائن، قلل المبعوث الأميركي من تقارير المجاعة في غزة واصفاً الوضع بـ"نقص حاد في الغذاء"، ما اعتبرته حماس "محاولة لتلميع صورة إسرائيل" و"مسرحية سياسية" تهدف إلى تضليل الرأي العام. وأكدت في بيان أن سلاحها "خط أحمر"، وأن ما نسبه إليها ويتكوف "تشويه متعمد" لم يُطرح أساساً في أي مفاوضات رسمية أو غير رسمية.
إبراهيم المدهون، مدير مؤسسة "فيميد" الفلسطينية للإعلام، اتهم ويتكوف بـ"الانخراط في دعاية إسرائيلية رخيصة" وتحميل حماس مسؤولية فشل المفاوضات، مؤكداً أن المبعوث الأميركي "تحدث باسم الحركة دون تفويض"، وأدار المفاوضات بـ"طريقة فاشلة" دفعت حماس لتعليق مشاركتها إلى حين إنهاء المجاعة في غزة.
زيارة ويتكوف جاءت في وقت تعيد فيه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب النظر في مقاربتها للملف الفلسطيني – الإسرائيلي، في ظل انتقادات داخلية وخارجية لغياب الحياد الأميركي. ووفق موقع "أكسيوس"، أبلغ وزير الخارجية ماركو روبيو عائلات الرهائن أن البيت الأبيض يبحث عن "خيارات جديدة" بعد ستة أشهر من تعثر المفاوضات.
وبينما تواجه واشنطن عزلة متزايدة في ملف غزة، بعد مؤتمر نيويورك الذي دعت إليه فرنسا والسعودية وبرز فيه إجماع دولي على الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ترى حماس أن إسرائيل "فشلت في الحسم العسكري" وتلجأ إلى "التجويع" لتركيع القطاع. وترفض الحركة العودة إلى المفاوضات دون رفع الحصار ووقف سياسة التجويع، مؤكدة أن سلاحها لن يكون على طاولة البحث خارج إطار حل سياسي شامل.