شهدت الضاحية الجنوبية لبيروت، مساء أمس الإثنين، تحركات لافتة لأنصار "حزب الله"، عشية الجلسة الحكومية المفصلية التي يتصدر جدول أعمالها بند مناقشة سحب سلاح الحزب.
وجاب مناصرو الحزب شوارع الضاحية، مردّدين شعارات رافضة لتسليم السلاح، في مشهد يعكس موقفًا ميدانيًا حادًا قبل ساعات من انعقاد الجلسة التي يترقبها الداخل والخارج على حد سواء.
ويستعد القصر الجمهوري، اليوم الثلاثاء، لاستضافة جلسة وُصفت بالمصيرية، دعا إليها رئيس الحكومة نواف سلام، وتهدف، بحسب ما تسرّب من أوساط حكومية، إلى إقرار بند حصر السلاح غير الشرعي بيد الدولة اللبنانية، في خطوة يراها مراقبون محاولة لكسر احتكار الحزب للسلاح الثقيل والخفيف خارج إطار الجيش.
ورغم تمسك الحزب العلني بسلاحه واعتباره "ضمانة لأمن لبنان"، تتحدث المعطيات السياسية عن مساعٍ خلف الكواليس لإيجاد "مخرج مشرّف" لهذا الملف المعقد. وفي هذا السياق، علم أن لقاء "مصارحة" عُقد بين رئيس الجمهورية جوزيف عون ورئيس كتلة الحزب النيابية محمد رعد، جرى خلاله بحث الموقف والخيارات المطروحة.
تأتي هذه التطورات في ظل استمرار وقف إطلاق النار المعلن منذ تشرين الثاني الماضي، عقب نزاع امتد لأكثر من عام بين إسرائيل وحزب الله، تحول في أيلول إلى مواجهة مفتوحة. ورغم التهدئة، تواصل إسرائيل شن غارات على مناطق لبنانية عدة، خصوصًا في الجنوب، مؤكدة أنها تستهدف عناصر أو مواقع تابعة للحزب، ومشددة على أنها لن تسمح له بإعادة ترميم قدراته بعد الخسائر الكبيرة التي تكبّدها على المستويين العسكري والقيادي.