"ليبانون ديبايت"
لا يمكن الإستمرار في قراءة كتاب قديم في ظل وضع جديد في لبنان، بل المطلوب قراءة كتابٍ حول ما سيحصل غداً في المنطقة، بعدما اختلفت موازين القوى وفرضت نظرةً مختلفة للشرق الأوسط، حيث أن بنيامين نتنياهو، والذي قرّر احتلال قطاع غزة، يسعى إلى تمديد وجوده في السلطة لإطالة حياته السياسية من خلال الحرب، والتي قد لا تقتصر فقط على جبهة قطاع غزة.
من هنا، فإن قرار التحرّك "العفوي" للحزب في الشارع من خلال الدراجات النارية التي جابت بالأمس مناطق عدة في العاصمة وضاحيتها، تُدرجه مصادر نيابية وسطية، في سياق العودة إلى الكتاب القديم والتلويح بإعادة فتح الفصل السابع من أيار 2008، مع العلم أن الظروف والمعطيات في 2015 تختلف بشكلٍ كلي عن ظروف مرحلة السابع من أيار الشهير.
وعن هذه المعطيات، تقول المصادر النيابية ل"ليبانون ديبايت"، إنها ترسم جواً جديداً في لبنان والشرق الأوسط، يفرض على كل القوى اللبنانية، وفي مقدّمها "حزب الله"، التعاطي بواقعية مع التحديات الداخلية، والتماهي مع إيران التي بدأت باعتماد أسلوب واقعي في مقاربة التحوّلات الدولية والإقليمية.
من جهةٍ أخرى، لا تستبعد المصادر النيابية أن يكون التخلّي عن خيار السلاح حتمياً مهما تأخر التوافق على هذا الأمر داخل مجلس الوزراء، وذلك من أجل تحصين الوضع اللبناني من أي انهيارات مقبلة، على أن يكون الإنصراف بعده إلى إعادة بناء ما تهدم.
وتعزو المصادر حتمية هذا الخيار إلى انعدام الحد الأدنى من توازن القوى بين "حزب الله" وإسرائيل من جهة، وإلى الإصطفافات السياسية التي تبلورت في الأيام الماضية، بعدما دعم حلفاء الحزب مطلب حصر السلاح بيد الشرعية من جهةٍ أخرى، وهو ما دفع بالحزب إلى البحث عن "مظلة سياسية للسلاح"، عبر جولاته الأخيرة على بعض حلفائه من أجل الوقوف عند أسباب التحولات في مواقفهم.
الـــمــــزيــــــــــد
