اقليمي ودولي

ليبانون ديبايت
الأربعاء 06 آب 2025 - 11:49 ليبانون ديبايت
ليبانون ديبايت

إيران تجهّز وإسرائيل تتحصّن... الشرق الأوسط على صفيح ساخن!

إيران تجهّز وإسرائيل تتحصّن... الشرق الأوسط على صفيح ساخن!

"ليبانون ديبايت"

بين إعادة التموضع الاستراتيجي وتصاعد وتيرة التسلّح، تتحرك إيران وإسرائيل على رقعة شطرنج إقليمية حبلى بالتحولات، فبينما تعيد طهران رسم خارطة تحالفاتها شرقًا، تُسرّع تل أبيب من وتيرة تحشيدها الدفاعي، مشهد يوحي بأن صمت المرحلة لا يخلو من قرع طبول مواجهة جديدة، فإلى أين تتجه المنطقة؟

الباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية، د. خالد الحاج، يؤكّد في حديثٍ لـ"ليبانون ديبايت"، أن "التحركات الإقليمية المتسارعة تشير إلى أن المنطقة تقف أمام مقدمات لجولة ثانية من المواجهة بين إيران وإسرائيل، تأخذ شكل إعادة تموضع استراتيجي، وتجهيزات عسكرية، وتحولات في التحالفات الجيوسياسية".


ويرى أنه "في ظل احتدام التوترات وتزايد الضغوط الغربية، تتجه إيران نحو تعميق تحالفاتها الاستراتيجية مع القوى الكبرى الشرقية، وتحديدًا الصين وباكستان، مع تقليص نسبي للاعتماد على موسكو، التي بات يُنظر إليها في طهران كحليف يُعيد تموضعه وفقًا لأولوياته في أوكرانيا وسوريا. وهذا التحوّل يشير إلى انزياح تدريجي نحو محور شرق آسيوي أمني وتقني، يوفر لطهران ما تعتبره مظلة ردع مستقلة، بعيدًا عن المساومات الغربية".


ويوضح الحاج أن "الزيارة الأخيرة لوزير الدفاع الإيراني محمد رضا آشتياني إلى بكين، وما تلاها من توقيع اتفاقيات عسكرية استراتيجية في مجالات التدريب وتطوير الأسلحة، تعكس هذا التوجه، كذلك أظهرت زيارات مسؤولين عسكريين وأمنيين إلى موسكو استمرارية التنسيق الدفاعي، وإن كان بوتيرة أدنى مما كانت تأمل به طهران، وقد كشفت تقارير غربية عن حصول إيران على صواريخ متطورة من الصين، بما في ذلك طراز HQ-22، إلى جانب تعاون غير معلن في تطوير المنظومات الدفاعية المحلية مثل "بافار-373".


وينبّه من أن "إيران تعزز من جاهزيتها الدفاعية على المستوى الداخلي، فقد أُعلن مؤخرًا عن تأسيس "المجلس الأعلى للدفاع والتعبئة"، برئاسة كبار القادة العسكريين، في خطوة تشير إلى الدخول في مرحلة إدارة مركزية لحالة الطوارئ الدفاعية، وتنسيق شامل لأي ردٍّ محتمل على تهديدات خارجية، خاصةً مع تصاعد التصريحات الإسرائيلية حول ضرورة ضرب المنشآت النووية الإيرانية".


ويشير الحاج إلى أنه "بالتوازي، تُظهر طهران إصرارًا على استئناف تخصيب اليورانيوم بنِسَب مرتفعة، في ظل تعثّر المفاوضات مع الأوروبيين وانتهاء فعالية القنوات الخلفية، فالترويكا الأوروبية (فرنسا، ألمانيا، بريطانيا) باتت، بحسب الرؤية الإيرانية، تتحرك تحت سقف القرار الأميركي والإسرائيلي، ما يدفع طهران إلى تحصين أوراقها الدفاعية بدلًا من تقديم تنازلات دون مقابل".


ويلفت إلى أن "إسرائيل تعزز منظومتها الدفاعية الصاروخية، استعدادًا لاحتمالات التصعيد، وتكثف تعاونها مع واشنطن في مجال الدفاع ضد الصواريخ والطائرات المسيّرة الإيرانية، وهو ما تراه طهران جزءًا من سياسة "الخنق التدريجي".


ويختم الحاج: "في المجمل، نحن أمام مشهد جديد يتبلور في صمت، حيث تُعيد إيران رسم تحالفاتها، وتحاول أن تبني قدرة ردع، فيما تسعى إسرائيل لتطويق ذلك عبر دعم دولي وتحشيد دفاعي. هذه المؤشرات، مجتمعة، تشي بأننا على عتبة مرحلة انتقالية حادة، قد تُترجم بجولة عنف جديدة، محسوبة، لكنها مؤثرة، على الجبهات الإقليمية المتعددة".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة