تصاعد القلق في الأوساط السورية، خصوصًا في دمشق، بعد سلسلة جرائم سطو وقتل شهدها حي المالكي، أحد أرقى أحياء العاصمة، خلال الأسابيع الأخيرة، كان آخرها مقتل الفنانة ديالا الوادي، ابنة الموسيقار العراقي المعروف صلحي الوادي، التي قضت خنقًا على يد الجاني داخل منزلها بعد اقتحامه بهدف السرقة.
هذه الجريمة جاءت بعد أسابيع من مقتل الدكتورة أمل البستاني وعاملة المنزل المقيمة لديها في الحي نفسه، بالطريقة والدافع ذاتهما. وتكرار هذه الحوادث أثار انتقادات للأجهزة الأمنية بالتقصير في حماية الحي، الذي كان في السابق مقر إقامة بشار الأسد وعدد من المقربين منه.
المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية، نور الدين البابا، نفى اتهامات الإهمال، موضحًا أن منطقة المالكي كانت في عهد النظام السابق "مربعًا أمنيًا" لحماية رموز النظام وأعوانه، وليست مخصصة لحماية السكان. وأشار إلى أن جرائم القتل والسرقة والخطف كانت أكثر انتشارًا في تلك الحقبة، لكن التعتيم الإعلامي ومنع تداول التفاصيل حال دون ظهورها للعلن، على عكس الوضع الحالي الذي يشهد تعاملًا إعلاميًا أكثر شفافية.
البابا لفت إلى أن بعض الحملات الإلكترونية التي تصوّر ما يجري على أنه فشل أمني ممنهج، تُدار من خارج سوريا عبر جيوش إلكترونية في دول مثل إسرائيل وإيران ولبنان والعراق، معتبرًا أن الجرائم التي وقعت منذ "يوم التحرير" لا ترقى إلى مستوى الظاهرة، رغم التأكيد على ضرورة تعزيز حماية السكان. وأقرّ بأن الوضع الأمني في سوريا ودمشق ليس مثاليًا لكنه يتحسن باستمرار.
وكان حي المالكي قد شهد في الأسابيع الماضية جرائم عدة، بينها مقتل الدكتورة أمل البستاني وعاملة منزلها، وأخيرًا مقتل ديالا الوادي، حيث أعلنت وزارة الداخلية إلقاء القبض على الفاعلين.
ومع تزايد القلق الشعبي، أكدت وزارة الداخلية أنها لن تتوانى عن ملاحقة المجرمين وإنزال أشد العقوبات بحقهم ليكونوا عبرة لغيرهم، مشددة على استمرار الجهود لضمان أمن الأحياء الدمشقية وسلامة سكانها.