أثار تدخل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في الشأن اللبناني، بدعوته حزب الله إلى عدم تسليم سلاحه، ردود فعل سياسية اعتبرته تجاوزًا للأصول الدبلوماسية ومساسًا بالسيادة اللبنانية، خصوصًا أن هذه ليست المرة الأولى التي يثير فيها المسؤول الإيراني جدلًا مماثلًا.
وبحسب مصدر وزاري، فإن موقف عراقجي يحمل رسالتين: الأولى موجهة إلى الولايات المتحدة، لإظهار أن طهران تبقى الممر الإلزامي للتأثير على حزب الله في أي تسوية تتعلق بحصرية السلاح، في محاولة لفتح قناة تفاوض حول الملف النووي. أما الثانية، فإلى بيئة المقاومة لطمأنتها بعدم تخلي إيران عن الحزب، في ظل انتقادات داخلية لعدم تدخلها المباشر في الحرب مع إسرائيل.
ويرى المصدر أن طهران تحاول استخدام الورقة اللبنانية لتحسين شروطها الإقليمية بعد تراجع نفوذها في سوريا والعراق، إلا أن المعطيات الداخلية تغيّرت، مع تقلص تحالفات الحزب داخليًا وانحصار دعمها في رئيس مجلس النواب نبيه بري.
ويأتي موقف عراقجي وسط اشتباك سياسي بين الثنائي الشيعي والأكثرية الداعمة للحكومة التي تبنت الأفكار الأميركية لحصرية السلاح، وفي ظل مساعٍ لقيادة الجيش لوضع خطة لتنفيذ القرار، فيما تُسجَّل تحركات محدودة لأنصار الحزب، مع حرص بري على ضبط الشارع ومنع الاحتكاك المذهبي.