أفادت مصادر مطلعة أن السلطات الصينية اقتادت الدبلوماسي البارز ليو جيان تشاو، الذي يُنظر إليه كأحد المرشحين المحتملين لمنصب وزير الخارجية، للاستجواب عقب عودته إلى بكين أواخر تموز/يوليو من جولة خارجية، من دون أن تُعرف أسباب احتجازه حتى الآن.
ويشغل ليو (61 عاماً) منذ عامين منصب رئيس دائرة العلاقات الدولية في الحزب الشيوعي الصيني، وهي الجهة المسؤولة عن إدارة العلاقات مع الأحزاب السياسية الأجنبية والدول الاشتراكية، ويتمتع بخبرة طويلة في السلك الدبلوماسي وأجهزة الانضباط الحزبية. وتشير السجلات الرسمية إلى أن آخر أنشطته العلنية شملت زيارات إلى سنغافورة وجنوب أفريقيا والجزائر الشهر الماضي، ولا يزال اسمه مدرجاً على موقع الدائرة.
زيارة ليو إلى واشنطن ونيويورك مطلع 2024، التي التقى خلالها مراكز أبحاث أميركية ومستثمرين ومسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، أثارت حفيظة بعض الدوائر في بكين، حيث اعتبر تقديمه نفسه "وزير الخارجية المقبل" قبل أي إعلان رسمي أمراً غير لائق سياسياً.
ويخشى مراقبون أن يؤدي غياب ليو إلى خسارة بكين أحد أبرز دبلوماسييها المخضرمين، في وقت يواصل فيه الرئيس شي جين بينغ تفضيل الولاء السياسي في التعيينات. وتأتي هذه القضية كأرفع مستوى من التحقيقات المعروفة بحق دبلوماسي صيني منذ إقالة وزير الخارجية السابق تشين غانغ عام 2023، على خلفية علاقة خارج إطار الزواج.
وتندرج التحقيقات ضمن حملة الانضباط الصارمة التي يقودها شي منذ 2012، وأطاحت حتى الآن بملايين المسؤولين بتهم شملت الفساد وتسريب أسرار الدولة، مع تشديد الرقابة على أجهزة الحزب والدولة لأسباب تتعلق بالأمن القومي.
ليو جيان تشاو وُلد في إقليم جيلين وتخرج من جامعة بكين للدراسات الأجنبية، ثم درس العلاقات الدولية في جامعة أكسفورد. عمل مترجماً في وزارة الخارجية، ثم تولى مناصب عدة بينها سفير الصين لدى إندونيسيا والفلبين، وزار منذ 2022 أكثر من 20 دولة والتقى مسؤولين من أكثر من 160 دولة.