حذّر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي من أن القواعد العسكرية الأميركية المنتشرة في دول المنطقة ستكون أهدافًا مباشرة للصواريخ الإيرانية في حال اندلاع أي حرب جديدة، مؤكدًا أن طهران واجهت خطر الانزلاق نحو المواجهة العسكرية ثلاث مرات منذ تشكيل حكومة الرئيس مسعود بزشكيان، وتعاملت مع هذه التهديدات بـ"قدر عالٍ من الحكمة وضبط النفس".
وفي تحذير مباشر لدول الجوار التي تستضيف قواعد أميركية، شدّد عراقجي على أن أي دعم أو تدخل عسكري أميركي في مواجهة محتملة سيقابَل برد "حاسم وسريع" يجعل تلك القواعد في مرمى "الردع الإيراني". ويأتي هذا الموقف في ظل أجواء إقليمية متوترة واستمرار الخلافات بين طهران وواشنطن حول ملفات عدة، أبرزها الوجود العسكري الأميركي في الخليج، والبرنامج النووي الإيراني، والتطورات في العراق وسوريا واليمن.
المراقبون اعتبروا أن تصريحات عراقجي تحمل رسالتين: الأولى تحذيرية لدول الخليج، والثانية ضاغطة على الولايات المتحدة، في إطار سعي طهران لتثبيت قواعد الردع وتوسيع هامش المناورة الدبلوماسية والأمنية.
وفي سياق آخر، أعلن وزير الخارجية الإيراني أن نائب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية سيصل إلى طهران غدًا، مشددًا على أنه "لا يوجد أي برنامج لزيارة أي موقع قبل التوصل إلى إطار عمل للتعاون". وأوضح أن المفاوضات مع الوكالة ستُعقد غدًا لتحديد إطار التعاون، لافتًا إلى أن بدء أي تعاون سيكون "على أساس قانون مجلس الشورى".
وأشار عراقجي إلى أن الاتصالات مع الجانب الأوروبي مستمرة، كاشفًا أن الأوروبيين طرحوا مسألة "سناب باك"، إلا أن موقف طهران هو أن هذه الآلية "لا أساس لها"، معتبرًا أن أوروبا "ليست طرفًا مشاركًا في الاتفاق النووي" من وجهة نظر إيران. وأكد أن النقاشات الفنية والقانونية لا تزال جارية، وأن فريقه على تواصل مع الأوروبيين، لكن موعد الجولة المقبلة من المفاوضات لم يُحدد بعد.
يُذكر أن إيران والولايات المتحدة عقدتا خمس جولات من المحادثات بوساطة سلطنة عُمان، قبل أن تتوقف نتيجة حرب يونيو الماضي التي استمرت 12 يومًا بين إيران وإسرائيل، وشاركت فيها واشنطن عبر استهداف منشآت نووية إيرانية. وقد اصطدمت المحادثات بخلافات جوهرية، أبرزها إصرار واشنطن على وقف تخصيب اليورانيوم محليًا بشكل كامل، وهو ما رفضته طهران.