“ليبانون ديبايت”
في محاولة لتدارك خبر انتشار النفايات بطريقة فاضحة على طرقات بشري والأرز بعد انتهاء مهرجانات الأرز، والمدعوم بالصور، أصدرت كل من اتحاد بلديات بشري وبلدية بشري ردّين منفصلين، إلا أن المضمون كشف تناقضًا صارخًا بين الموقفين. ففي حين أنكر اتحاد البلديات تراكم النفايات بشكل مطلق، جاءت بلدية بشري لتكذّب هذا الإنكار، معترفة بوجود أزمة نفايات ظرفية.
الاتحاد… خطاب سياسي بدل مواجهة الحقائق
اتحاد بلديات بشري، في بيانه، بدا وكأنه يكتب ردًا انتخابيًا أكثر منه ردًا إداريًا، متبنيًا خطابًا دفاعيًا عن “القوات اللبنانية”، معتبرًا أن الخبر كُتب “لغايات سياسية باتت معروفة” وأنه يأتي ضمن “سلسلة أخبار تستهدف منطقتنا على خلفية استهداف الحزب الأكثر تمثيلًا في القضاء”. البيان نفى بشكل قاطع وجود أي مشكلة نفايات “منذ سنوات طويلة”، واعتبر أن الصورة المنشورة لا تعكس الواقع، واصفًا إياها بأنها لمستوعبين فقط قبل جمع النفايات. هذه المقاربة السياسية أظهرت الاتحاد وكأنه دائرة حزبية تابعة لـ”القوات” بدل أن يكون مؤسسة عامة تعالج الموضوع بمهنية، ما أضعف صدقية الرد وأبعده عن معالجة الوقائع بالدلائل الميدانية.
البلدية… اعتراف بالأزمة ووعد بالحل
على النقيض، جاء بيان بلدية بشري أكثر واقعية، إذ أقرّ بوجود ضغط استثنائي على إدارة النفايات نتيجة “تسكير بعض المكبات في الشمال” وتزامنه مع “الزيادة الملحوظة في أعداد الوافدين”، ما شكّل عبئًا إضافيًا على شاحنات ومراكز التجميع. البلدية وعدت بتنفيذ “حلول عاجلة وفعّالة خلال اليومين المقبلين”، في مقاربة عملية تعترف بالمشكلة وتعرض خطة للتعامل معها.
التناقض يربك الرسالة
هذا التباين بين الإنكار المطلق من الاتحاد والاعتراف بالأزمة من البلدية كشف غياب التنسيق بين المؤسستين، وأضعف الموقف الرسمي أمام الرأي العام، إذ تحولت القضية من نقاش حول أزمة نفايات إلى جدل حول الحسابات السياسية والانتماءات الحزبية. النتيجة أن الرسالة الإعلامية خرجت من إطارها البلدي والخدمي لتصبح جزءًا من خطاب سياسي يترك الانطباع بأن الأولوية ليست معالجة الأزمة، بل تسجيل النقاط في ساحة السياسة.
رد اتحاد بلديات بشري
نستغرب ما كتبه موقع “ليبانون ديبايت” عن النفايات في قضاء بشري، لغاياتٍ سياسيّة باتت معروفة، خصوصاً أنّ هذا الخبر يأتي ضمن سلسلة أخبار تستهدف منطقتنا على خلفيّة استهداف الحزب الأكثر تمثيلاً في القضاء.
لذا، من واجبنا أن نوضح أنّ نظافة بشري ليست فقط في طرقاتها، بل أيضاً في تاريخها وإيمان أبنائها، ويولي اتحاد بلديّات بشري، الذي لي شرف ترؤسه، أهميّةً كبيرة لموضوع النظافة ولا مشكلة نفايات لدينا منذ سنواتٍ طويلة، لا قبل مهرجانات الأرز ولا بعدها، ولا في الصيف ولا في الشتاء، ولو أنّ عدد زوّار القضاء هذا العام يفوق بثلاث مرّات ما كان عليه العام الماضي.
أمّا الصورة التي بُني على أساسها المقال فهي التُقطت لمستوعبَين فقط قبيل وصول الشاحنات التي تجمع النفايات، ما يعني أنّها لا تمتّ للواقع بصلة.
وإنّنا إذ نحترم الإعلام اللبناني وحريّة التعبير، نؤمن أيضاً بأنّ دور هذا الإعلام المساهمة في الترويج للسياحة في سائر المناطق اللبنانيّة، ومنها قضاء بشري، ما يشكّل دعماً لعائلاتٍ كثيرة تعتاش من هذا القطاع، بدل نشر أخبار تفتقد للدقّة وتسيء الى صورة وطننا.
رد بلدية بشري
تؤكد بلدية بشري حرصها الدائم والمستمر على الحفاظ على نظافة مدينة بشري ومنطقة الأرز، لا سيما خلال فترة مهرجانات الأرز الدولية التي شهدت هذا الصيف إقبالًا سياحيًا كثيفًا وحركة ثقافية وترفيهية غير مسبوقة. وقد ساهمت هذه الأنشطة في استقطاب أعداد كبيرة من الزوار الذين قصدوا المنطقة للاستمتاع بجمال طبيعتها وفعالياتها المتنوعة.
إلا أن تسكير بعض المكبات في منطقة الشمال، ترافق مع هذا الازدياد الملحوظ في أعداد الوافدين، مما شكّل ضغطًا مضاعفًا على قدرة شاحنات ومراكز تجميع النفايات.
وفي هذا الإطار، تعمل البلدية بشكل حثيث على تنفيذ حلول عاجلة وفعّالة خلال اليومين المقبلين، لضمان نظافة بشري والأرز، والحفاظ على صورتهما المشرقة كوجهة سياحية وثقافية راقية، قادرة على استقبال الزوار والمقيمين بأفضل الظروف.