اقليمي ودولي

الثلاثاء 12 آب 2025 - 07:19

ما هو سر الهوس الغريب للموساد ونتنياهو بقطر؟

ما هو سر الهوس الغريب للموساد ونتنياهو بقطر؟

كشف تقرير للكاتب الإسرائيلي بن كسبيت في صحيفة "معاريف" عن تفاصيل "الحادثة القطرية" داخل المجلس الوزاري المصغّر للشؤون الأمنية والسياسية الإسرائيلي، والتي ظلت طي الكتمان حتى اليوم. الحادثة جرت قبل نحو أسبوعين في جلسة للمجلس، حيث بادر وزير الطاقة والبنى التحتية إيلي كوهين إلى خطوة غير مألوفة تمثلت في مهاجمة قطر، وطرح تأثيرها "السلبي" على المفاوضات الجارية، إضافة إلى انتقاد دورها في الشرق الأوسط.


وخلال مداخلته، طالب كوهين بفتح نقاش حول دور قطر، متهمًا إياها بالتحريض ضد إسرائيل، وتمويل حملات "معادية للسامية" حول العالم، بما في ذلك عمليات تأثير في الجامعات. وأشار إلى أن الوقت قد حان لإبعاد الدوحة عن أي وساطة في ملف صفقة الأسرى، بل وعن أي دور إقليمي متعمق في المنطقة.


وبحسب كسبيت، فإن كوهين لم يتطرق إلى فضيحة "قطر غيت"، لكن مداخلته أثارت انزعاج رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وكان أول من رد عليه بشدة رئيس جهاز "الموساد" دادي برنياع، الذي يقود المفاوضات مع قطر منذ 7 تشرين الأول 2023، وطالب بإزالة الموضوع فورًا من جدول الأعمال، وهو ما أيّده نتنياهو. وهكذا أُسقط النقاش من الجلسة.


وأشار التقرير إلى أن موقف كوهين في المجلس الوزاري المصغّر للشؤون الأمنية والسياسية الإسرائيلي يُعتبر موقف أقلية رسميًا، إلا أن العديد من الوزراء والمسؤولين يشاركونه الرأي في الجلسات المغلقة، معتبرين أن "قطر هي الذراع السياسية للإخوان المسلمين، وعدوة لحلفاء إسرائيل كالإمارات والسعودية، ومسؤولة عن معظم التحريض ضد تل أبيب، وهي التي تستضيف قيادة حماس ومولتها على مدى سنوات".


ونقل كسبيت عن مسؤول إسرائيلي رفيع قوله: "لا أحد يفهم سر هذا الهوس الغريب لإسرائيل بقطر منذ 7 تشرين الأول. هناك دولة عربية كبيرة إلى الجنوب، هي مصر، تعتبر الإخوان المسلمين أعداء، ولدينا معها اتفاق سلام، لكن الموساد يبدو مهووسًا فقط بالدوحة". وأضاف: "الرهان على قطر فشل، والنتيجة أننا أمام مأزق دون أي تقدم".


كما أضاف مسؤول كبير آخر: "أفهم محاولة استغلال العلاقة بين قطر وحماس لإتمام صفقة، لكن الحقيقة أن الدوحة لم تحقق المطلوب، وكل وعودها بالضغط على حماس لم تُنفذ. النتيجة النهائية تثبت أن الاعتماد على قطر كان خطأ".


ولم يستبعد التقرير وجود أبعاد اقتصادية خلف هذا الارتباط، حيث تحدّثت "نظريات مؤامرة" عن استثمارات ضخمة تديرها قطر في شركات وهيئات تموّل عددًا من رجال الأعمال الإسرائيليين ذوي الخلفيات الأمنية، بعضهم خدم في الموساد. ونقل عن مصدر سياسي إسرائيلي كبير قوله: "يجب تتبّع مسار الأموال، فهذا قد يفسر الكثير من الأسئلة، لكن المشكلة أن هذه الأموال مختلطة بالدماء".


وأشار كسبيت أيضًا إلى أن كوهين يقود منذ فترة حملة علنية ضد قطر، مشيرًا إلى أبرز محطاتها في تشرين الأول 2023، حين كان وزيرًا للخارجية، وهاجم الدوحة من على منبر الأمم المتحدة بوصفها "أكبر ممول للإرهاب عامة ولحماس خاصة".


وختم التقرير بإشارة إلى واقعة لافتة، إذ اضطر مستشار الأمن القومي تساحي هنغبي، في ليلة من الليالي، إلى نشر تغريدة بالإنكليزية تشيد بقطر وتشكرها على "دورها البنّاء في المفاوضات"، وهو ما اعتبره البعض دليلاً على حجم النفوذ القطري، لكن وبعد مرور قرابة عامين، لا تزال "قطر تلعب على الحبلين وتستفيد من كل الأطراف" بحسب وصف كسبيت.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة