الصورة التي انتشرت على نطاق واسع دفعت شريحة من الناشطين للاعتقاد أنّ التمثال لا يعكس بدقّة ملامح نصرالله، ولا يليق بمكانته السياسية والدينية، سواء من ناحية الشكل، أو التفاصيل، أو طريقة عرضه. كما انتقد بعض المعلقين وضعه – بحسب الصور المتداولة – إلى جانب تمثال الفنانة ماجدة الرومي، معتبرين أنّ هذا الترتيب غير مناسب ويثير تساؤلات حول خلفياته.

غير أنّ المعطيات التي حصل عليها "ليبانون ديبايت" وضعت الأمور في سياق مختلف. فقد أوضحت إحدى المسؤولات في متحف الشمع أنّ التمثال قديم وصُنع عام 2018، مشيرة إلى أنّ الزوّار كانوا يلتقطون الصور معه طوال السنوات الماضية دون تسجيل أي اعتراضات تُذكر.
وأكدت المسؤولة أنّ التمثال ليس موضوعًا بمحاذاة تمثال ماجدة الرومي، بل يقع فقط في الطابق نفسه ضمن القسم المخصّص للشخصيات السياسية، من دون أن يكون ملاصقًا لأي تمثال آخر كما أشيع على الإنترنت.
وأضافت أنّ اللباس المستخدم للتمثال تم شراؤه من منطقة الضاحية الجنوبية، فيما تولّى مسؤول إيراني الإشراف على وضع العمامة بالشكل الصحيح لضمان دقة التفاصيل.
وفي ظلّ الجدل القائم، يبقى الرأي العام منقسمًا بين من يرى أنّ التمثال لا يرقى إلى مستوى الشخصية التي يجسّدها ويطالب بإزالته أو إعادة تصنيعه، وبين من يعتبر أنّ ما يُثار ليس سوى محاولة لإشعال السجالات بين اللبنانيين، خصوصًا أنّ التمثال يعود إلى فترةٍ سابقة وقبل استشهاده.
هذا الانقسام على مواقع التواصل يعكس الحساسية الشديدة للمشهدين السياسي والشعبي في لبنان، حيث تتحوّل أبسط القضايا أحيانًا إلى نقاشات حادة ومثيرة للجدل.