في هذا الإطار، يؤكد الصحافي والكاتب السياسي أسعد بشارة، في حديث لـ"ليبانون ديبايت"، أن "حزب الله يصرّ على الهروب إلى الأمام وتبنّي معادلة الانتحار، ما يضع لبنان أمام أخطر المراحل".
ويشير بشارة إلى أن "كلام الشيخ نعيم قاسم تضمن جملة من المغالطات الصارخة، أولها ادعاء المظلومية والحديث عن اعتداء على حزب الله، في حين أن الحزب هو المعتدي على الدولة، والمسؤول عن سلسلة اضطرابات داخلية أشبه بحرب أهلية مصغّرة، أبرزها أحداث 7 أيار وغيرها".
وبشأن التخوين، يتساءل بشارة: "من جلب الاحتلال الإسرائيلي اليوم؟ هل كان هناك احتلال قبل تدخلكم بحرب الإسناد؟ لم يكن، إذًا أنتم من أتى بالاحتلال، واليوم تمارسون سياسة المكابرة والتخوين".
ويشدّد على أن "كل هذه السياسات لن تؤتي ثمارها، خاصة وأن الاتفاق الذي تم توقيعه لوقف إطلاق النار هو في حقيقة الأمر اتفاق استسلام بلباس وقف النار، ولم يتوقف إطلاق النار فعليًا، إذ كسرت إسرائيل كل موازين القوى ونسفت معادلات الردع، لذلك يا شيخ نعيم، قليل من الحكمة والتعقّل، لأن من يفقد مظلة الدولة يسير نحو الانتحار".
وعن احتمال تحرك الشارع بعد كلمة الشيخ قاسم، يوضح أن "المطلوب ليس شارعًا مقابل شارع، ولا كلمة الحرب الأهلية كما يستخدمها حزب الله للتضليل،عندما تقرر الدولة فرض سلطتها، فهذا ليس حربًا أهلية، بل هو استعادة للوضع الطبيعي، وأي وصف آخر يعد تضليلًا للقانون والدستور".
ويختم بشارة بالقول: "هذا التضليل في توصيف الحرب الأهلية يهدف إلى تبرير تمسك حزب الله بسلاحه، إذ يعتبر السلاح أهم من إعادة الإعمار، وأهم من إزالة الاحتلال، بل وحتى من وجود الدولة نفسها، لأن السلاح هو مشروعه الأساسي".