أكدت شبكة "سي إن إن" أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خرج منتصرًا من قمة ألاسكا مع نظيره الأميركي دونالد ترامب، بعدما حصل على معظم ما كان يتمناه، في حين لم يحقق ترامب سوى مكاسب محدودة قياسًا على المعايير التي وضعها قبل اللقاء.
ورغم وصف ترامب القمة بأنها "ناجحة للغاية" ومنحها تقييم "10 من 10"، إلا أن الشبكة أوضحت أن النتائج أظهرت نصرًا كبيرًا لبوتين، الذي استغل المناسبة لإعادة تقديم نفسه كزعيم عالمي بعد سنوات من العزلة واتهامه بارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا.
ووفق التقرير، قدّم ترامب تنازلاً بارزًا عندما تبنّى الموقف الروسي القائل إن أي تحرك نحو السلام يجب أن يستند إلى اتفاق نهائي شامل وليس إلى وقف إطلاق نار فوري، ما يمنح موسكو وقتًا أطول لمواصلة استنزاف أوكرانيا. كما تراجع مؤقتًا عن تهديداته السابقة بفرض عقوبات إضافية على روسيا أو على الدول التي تشتري نفطها.
وأشارت "سي إن إن" إلى أن القمة بدأت باستعراض عسكري عبر تحليق قاذفة "B-2" وطائرات "F-22"، لكن بوتين استغل اللقاء ليصف ترامب بـ"الجار العزيز"، في إشارة إلى أن العلاقة بين واشنطن وموسكو ينبغي أن تُدار على أساس المصالح المباشرة لا حرب أوروبية بعيدة.
ولفتت الشبكة إلى أن القادة الأوروبيين تنفّسوا الصعداء لعدم خروج "خطة تبادل أراضٍ" من القمة، لكنهم يخشون من أن يمارس ترامب ضغوطًا على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال لقائه المرتقب في البيت الأبيض. ورأت أن فشل ترامب في تحقيق وقف لإطلاق النار يُعد مؤشراً خطيراً، لأن روسيا تجيد إدارة مفاوضات طويلة الأمد بالتوازي مع استمرار القتال، بينما يحتاج الأوكرانيون إلى وقف فوري للهجمات الجوية والصاروخية.
كما اعتبرت أن ترامب يسعى وراء صورة "صانع السلام العالمي" وطموح "جائزة نوبل"، إلا أنه يواجه أسئلة صعبة حول مدى استعداده لممارسة ضغط على كييف لصالح موسكو، أو العودة إلى ورقة العقوبات لفرض التراجع على بوتين، أو الاكتفاء بتبنّي الرؤية الروسية لمحادثات مفتوحة المدى.
من جانبه، قال الرئيس الروسي إن اللقاء مع ترامب كان "مفيدًا للغاية وجاء في الوقت المناسب"، مؤكداً أنه ناقش معه سبل إنهاء النزاع في أوكرانيا "على أساس عادل".
وخلصت "سي إن إن" إلى أن أسلوب ترامب القائم على "المظاهر قبل الجوهر" ارتد عليه في ألاسكا، حيث بدا بوتين أكثر استعدادًا ونجح في دفعه إلى تقديم تنازلات ملموسة. أما ترامب، الذي اعترف بأن الحرب الأوكرانية "أصعب مما توقع"، فلم يتمكن من تحقيق وعده بإنهائها سريعًا، خصوصًا مع تورط إدارته في الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة، وهو ما يجعل حلمه بجائزة نوبل للسلام بعيد المنال.