قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية إن الرئيس دونالد ترامب اقترح على نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنهاء الحرب مع روسيا، مقابل تنازل كييف عن كامل إقليم دونباس شرق البلاد، إضافة إلى المناطق التي تسيطر عليها موسكو أصلًا.
وبحسب الصحيفة، فإن المقترح طُرح خلال اتصال هاتفي بين ترامب وزيلينسكي عقب القمة التي جمعته بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا. ونقلت عن مسؤولين أميركيين اثنين – طلبا عدم الكشف عن هويتهما – أن ترامب تراجع عن شرط وقف إطلاق النار الذي كان قد عرضه سابقًا، مفضلًا الدفع نحو اتفاق سلام مباشر ينهي الحرب.
ويضم إقليم دونباس منطقتي دونيتسك ولوهانسك، اللتين تسكنهما غالبية ناطقة بالروسية، وتسيطر القوات الروسية على معظم مناطقهما الغنية بالفحم والمعادن.
وكانت قمة ألاسكا، التي حملت عنوان "السعي لتحقيق السلام"، قد استمرت نحو ثلاث ساعات فقط بدلًا من جلستين طويلتين كان مقرّرًا عقدهما. وخلال المؤتمر الصحافي المقتضب الذي تلا اللقاء، أعلن بوتين عن "تفاهمات" تم التوصل إليها، قبل أن يقاطعه ترامب مؤكدًا أنه "لا اتفاق حتى الآن"، لينهي المؤتمر فجأة من دون السماح للصحافيين بطرح الأسئلة.
وفي مقابلة لاحقة مع الإعلامي الأميركي شون هانيتي على شبكة "فوكس نيوز"، وصف ترامب اللقاء مع بوتين بأنه "مُثمر للغاية"، معتبرًا أنّ المحادثات كانت "10 من 10"، مشيدًا بما اعتبره "صدق" الرئيس الروسي ورغبته في إنهاء الحرب. لكنه في الوقت نفسه نصح زيلينسكي بـ"عقد صفقة"، قائلا: "الحروب سيئة جدًا، لكن لدي القدرة على إنهائها".
من جهته، شدّد زيلينسكي بعد اتصاله مع ترامب على ضرورة الوصول إلى "سلام حقيقي ودائم" يتضمن وقفًا شاملًا لإطلاق النار في البر والبحر والجو. ودعا إلى توفير ضمانات أمنية طويلة الأمد لبلاده بدعم من الولايات المتحدة وأوروبا، مؤكدًا أنّ القضايا المصيرية لأوكرانيا يجب أن تُناقش بمشاركة كييف، ومستبعدًا أي إمكانية لحلّ القضايا الإقليمية بمعزل عنها.