اقليمي ودولي

الجزيرة
الأحد 17 آب 2025 - 11:00 الجزيرة
الجزيرة

للتجارب السرية على البشر... شهادات ضحايا تكشف فظائع برنامج أميركي

للتجارب السرية على البشر... شهادات ضحايا تكشف فظائع برنامج أميركي

في خمسينيات القرن الماضي، أطلقت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) برنامجاً سرياً عُرف باسم "إم كي ألترا" (MK Ultra)، هدفه إنتاج عقاقير وتقنيات قادرة على "غسل أدمغة" البشر والتحكم في عقولهم. وقد أعيد تسليط الضوء على هذا المشروع بعد بث هيئة الإذاعة الكندية (CBC) عام 2020 سلسلة بودكاست بعنوان "غسيل الدماغ" (Brain Washed)، استعرضت شهادات ضحايا تعرضوا لتجارب مرعبة ضمن هذا البرنامج.


استند البرنامج إلى مزيج من عقاقير الهلوسة، أبرزها "إل إس دي"، والصدمات الكهربائية والتنويم المغناطيسي، في أساليب بدت أقرب إلى عالم رواية "1984" لجورج أورويل. وكشفت وثائق لاحقة أن وكالة الاستخبارات تعاونت مع مؤسسات بحثية مرموقة في الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا، وأن آلاف الضحايا، بينهم أطفال من السكان الأصليين في كندا، خضعوا لتجارب قاسية أدت إلى وفاتهم أو إصابتهم بعاهات نفسية وعقلية دائمة.


كان الطبيب النفسي والكيميائي سيدني غوتليب العقل المدبر للمشروع، إذ استحوذ على كامل المخزون العالمي من مادة "إل إس دي" في خمسينيات القرن الماضي ووزّعها على مستشفيات نفسية وسجون ومراكز أبحاث. وتولت "جمعية بحوث البيئة البشرية" (SIHE) تمويل الدراسات التي جرت تحت غطاء علمي، فيما استخدمت هذه الأبحاث لتطوير أساليب الاستجواب والتعذيب النفسي.


ومن أبرز الأطباء المتورطين، دونالد إيوين كاميرون، مدير "معهد آلان التذكاري" في مونتريال، الذي أخضع مرضاه لتجارب قاسية شملت الغيبوبة الطويلة، الصدمات الكهربائية المتكررة، وإعادة برمجة الدماغ عبر تشغيل رسائل مسجلة آلاف المرات. كثير من المرضى خرجوا فاقدين للذاكرة أو غير قادرين على ممارسة حياتهم الطبيعية.


ورغم ما اعتبره الباحثون "إنجازات علمية"، فشل المشروع في تحقيق هدفه المعلن بإعادة برمجة الدماغ من جديد، بينما ترك وراءه ضحايا لا يُحصون. وفي عام 1973 أمر مدير الـCIA ريتشارد هلمز بتدمير الوثائق الخاصة بالبرنامج بالتنسيق مع الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون، غير أن الصحافي سيمور هيرش كشف عام 1974 في "نيويورك تايمز" بعضاً من أسرار المشروع، ما دفع الكونغرس إلى فتح تحقيق واسع عُرف باسم "لجنة تشرش".


وفي عام 1976 صدر أمر تنفيذي يحظر على أجهزة الاستخبارات الأميركية إجراء أي تجارب على البشر دون علمهم، لينتهي بذلك رسمياً أحد أكثر البرامج السرية إثارة للجدل في تاريخ الولايات المتحدة.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة