خرج اللقاء الثلاثي الأميركي – الأوروبي – الأوكراني في البيت الأبيض بأجواء وُصفت بالإيجابية، حيث تصدّر البحث موضوع الضمانات الأمنية التي يمكن أن تُمنح لكييف في مواجهة الحرب المستمرة مع روسيا.
الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته كشف في حديث إلى قناة "فوكس نيوز" أن المناقشات تتركز حول توفير حماية لأوكرانيا على غرار ما تتيحه المادة الخامسة من معاهدة الناتو، والتي تُلزم دول الحلف بالتحرك المشترك في حال تعرض أي عضو لاعتداء. وأوضح أن الأمر لا يتعلق بعضوية أوكرانيا في الناتو بل بصياغة ضمانات أمنية تستند إلى هذا المبدأ، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن واشنطن أبدت استعدادها للمشاركة في التصور الجديد من دون أن يكون هناك أي بحث لإرسال قوات برية إلى الأراضي الأوكرانية.
من جانبه، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي أنه من المتوقع تحديد هذه الضمانات في غضون عشرة أيام تقريباً، مؤكداً أن بلاده تحتاج إلى ترتيبات واضحة تؤمن لها الحماية وتضمن الاستقرار السياسي والأمني.
وخلال الاجتماعات، طُرحت عدة أفكار حول كيفية تطبيق هذه الضمانات، من بينها خيار إنشاء قوة دولية على شكل "تحالف للراغبين" تتمركز في أوكرانيا بعد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار أو سلام دائم، وفكرة تشكيل قوة حفظ سلام مسلحة تدعم الجيش الأوكراني في المهام الدفاعية، إضافة إلى مقترح تشكيل قوة محدودة العدد قد تشكل بحد ذاتها عنصر ردع لموسكو خشية الدخول في مواجهة مباشرة مع جنود أوروبيين، وكذلك طرح مقترح آخر يقضي بإنشاء قوة مراقبة صغيرة يقتصر دورها على توثيق أي خروقات عسكرية، في حين يرى خبراء أن التكنولوجيا والأقمار الصناعية يمكن أن تقوم بهذا الدور بفعالية أكبر.
الرئيس الأميركي دونالد ترامب شدد على أن بلاده ستدعم تقديم ضمانات أوروبية إلى أوكرانيا، لكنه أكد أن الولايات المتحدة لن تذهب إلى حد نشر قواتها هناك، بل ستعمل على إيجاد صيغة شبيهة بما يوفره حلف شمال الأطلسي. وأشار إلى أن جميع التفاصيل النهائية ستتم مناقشتها في اجتماع لاحق مع قادة الاتحاد الأوروبي.
وبينما لا تزال موسكو ماضية في عملياتها العسكرية، يرى مراقبون أن النقاش حول الضمانات الأمنية قد يفتح الباب أمام اتفاق يوقف الحرب أو على الأقل يجمّدها، في انتظار ما ستسفر عنه التطورات الميدانية والسياسية في المرحلة المقبلة.
الـــمــــزيــــــــــد
