اقليمي ودولي

سكاي نيوز عربية
الثلاثاء 19 آب 2025 - 14:17 سكاي نيوز عربية
سكاي نيوز عربية

ترامب بين الواقعية والخيال... مبادرة سلام محفوفة بالمخاطر

ترامب بين الواقعية والخيال... مبادرة سلام محفوفة بالمخاطر

في يوم وصفه مراقبون بأنّه "الأفضل لأوكرانيا منذ فترة طويلة"، استضاف الرئيس الأميركي دونالد ترامب نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، في لقاء اتسم بالهدوء والتفاهم على عكس الزيارة السابقة التي شابتها توترات.


المحادثات التي جرت في واشنطن بحضور عدد من القادة الأوروبيين، أعادت إلى الأذهان مشاهد تاريخية سبقت نهاية الحرب العالمية الثانية، إذ بدا الحضور الأوروبيون موحّدين خلف دعم أوكرانيا، فيما سعوا علنًا إلى دفع ترامب لتبنّي موقف أكثر صرامة تجاه روسيا. غير أنّ هذه اللحظة الرمزية لم تُخفِ هشاشة الوضع وتعقيد مسار التسوية السلمية، وسط شكوك كبيرة تحيط بمدى استدامة أي اختراق دبلوماسي يقوده ترامب.


وفي تطور لافت، ألمح ترامب عبر منصات التواصل إلى استعداده لعقد قمة ثلاثية تجمعه بزيلينسكي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مع احتمال أن تسبقها قمة ثنائية بين الرئيسين الروسي والأوكراني. المستشار الألماني فريدريش ميرتس تحدّث عن إمكان انعقاد مثل هذا اللقاء خلال أسبوعين، بينما أشاد الرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب بما وصفه "تقدّمًا فاق ما تحقق خلال ثلاث سنوات ونصف" في غضون أسبوعين فقط.


أما رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني فاقترحت توفير ضمانات أمنية لكييف على غرار المادة الخامسة من ميثاق الناتو، ولكن خارج إطار الحلف رسميًا. ورغم الحماسة الأوروبية، اعتُبرت فرص قبول موسكو بهذا الطرح ضعيفة، خصوصًا أن هدف بوتين المعلن يتمثل في منع أوكرانيا من الحصول على أي شكل من أشكال الحماية الغربية.


وبالتوازي، أثارت مبادرة ترامب حول "تبادل الأراضي" جدلًا واسعًا، إذ تنص على تعديل الحدود بين روسيا وأوكرانيا بما يرضي الطرفين. ووفق مصادر، يسعى بوتين إلى مكاسب جغرافية في دونباس مقابل التخلي عن مناطق أقل أهمية. هذه الفكرة أثارت مخاوف من تكريس الاحتلال الروسي وشرعنته، ووضع زيلينسكي أمام معضلة إقناع شعبه وعائلات القتلى بجدوى تقديم تنازلات مؤلمة.


وخلال المؤتمر الصحافي المشترك، ظهر ترامب أكثر انضباطًا أمام الكاميرات، محافظًا على صورة "الزعيم التقليدي" المحاط بحلفائه الغربيين. إلا أنّ هذه الصورة تراجعت حين التقطت الميكروفونات تعليقًا جانبيًا قال فيه للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن "بوتين يريد إبرام صفقة معي"، وهو ما فُسّر على أنه سذاجة سياسية في التعامل مع الرئيس الروسي.


الخبراء حذروا من أن استراتيجية ترامب قد تتهاوى تحت وطأة تناقضاتها، إذ يحاول الجمع بين إرضاء موسكو وكييف، فيما يطلق وعودًا غامضة لحلفائه الأوروبيين. ويرى مايكل كيماج، الخبير في الشؤون الأوروبية بمركز ويلسون، أنّ "الدبلوماسية الحالية تعيش في عالم من الخيال"، محذرًا من أن "الازدواجية لا يمكن أن تستمر طويلًا".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة