ردّ النائب الدكتور سليم الصايغ على كلام نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، موجهاً إليه بالقول: "شيخ نعيم ماذا فعلت بنا؟ حولتنا جميعاً، نحن واللبنانيين، إلى صهاينة! استطعت بساعة كلام أن تحقق ما لم تستطع إسرائيل تحقيقه منذ وجودها، فحوّلت لبنان كله إلى صهيوني. ماذا فعلت بنفسك وبمشروعك؟ إن أردت أن تتهم، فابدأ بنفسك، لأنك أنت من يخدم مشروع إسرائيل، وإذا كنا صهاينة فأنت الأول بيننا بأعمالك وكلامك".
وجاء كلام الصايغ خلال العشاء السنوي لقسم عجلتون، بحضور عضو المكتب السياسي لحزب الكتائب بشير عساكر، ونائب الأمين العام رالف صهيون، ورئيس الإقليم ميشال حكيم، ورئيس بلدية عجلتون إيلي صفير، وكاهن البلدة الخوري جوزف طعمه، ومختار عجلتون أنطوان أبي شاكر، ورؤساء بلديات ومخاتير من البلدات المجاورة، إلى جانب رؤساء أقسام كسروان-الفتوح وممثلين عن أحزاب صديقة.
وأضاف الصايغ: "ألست أنت من يستحضر الحرب الأهلية ويزج كربلاء في السياسة وكأنها سلعة استهلاكية؟ أليس الإمام الحسين من قدّم نفسه لقضية حق وعدالة، لا للسلطة والسيطرة؟ أنت اليوم تفعل عكس ما فعله الإمام علي. كربلاء الحقيقية أن يسألك أبناء عاشوراء: ماذا فعلت بنا؟ من هو الظالم ومن هو صاحب الحق؟ نحن جميعاً ظلمنا في قضية المرفأ وسرقة أموال المودعين، وأنت حميت الظالمين. كربلاء اليوم هي على أمثال من دمّروا الوطن وخدموا مصلحة العدو، ولا يزالون يرفضون حصرية السلاح بيد الدولة".
وتابع: "في حزب الكتائب لن نرد عليك. كلامنا موجه إلى إخوتنا الشيعة الأحرار في لبنان، وهم كثر، وهم يعرفون جيداً كيف تصرف الإمام علي في معركة الجمل وصفين ومع الخوارج، وكيف قبل التنحي عن السلطة منعاً لتقسيم المجتمع. فأين أنت من أدائه؟".
وتوجّه الصايغ إلى الشيعة بالقول: "لعلّكم نسيتم أهم شخصية شيعية في لبنان، الإمام المغيب موسى الصدر، الذي قال عام 1974 في بعلبك: كل رصاصة تطلق على لبناني من لبنان إنما هي لخدمة العدو الإسرائيلي. هو من أضرب عن الطعام لوقف المجازر، واعتبر أن الجنوب هو الهدف والعدو هو الهدف. علّمنا أن الفتن يجب تجنبها، تماماً كما فعل الإمام علي. موسى الصدر اختار كنيسة الكبوشية للاعتصام فيها، عند المسيحيين، ليؤكد وحدة اللبنانيين. أما أنت، فتهدد كل من يخالفك الرأي، وتتناقض مع ما قاله الصدر: السلاح بيد الميليشيات لا يحمي أحداً، والسلاح بيد الشيعة لا يحمي كرامة الشيعة، بل تحميها الدولة اللبنانية، وخصوصاً إذا كانت قائمة اليوم برئاسة العماد جوزيف عون".
وأضاف: "خلال جولتي بين الحضور، طلبوا مني أن أرحب بماري، شقيقة الشهيد جو عقيقي الذي منعت يد وفيق صفا، المقرّب منك، تحقيق العدالة بحقه. قالوا لي حاول ألّا تتكلم بغضب، لكن كما تقول الأغنية: الكرامة غضب، والمحبة غضب، والغضب الأحلى بلدي. هذا صوت بلدي، لا صوتي وحدي".
وعن الانتخابات النيابية المقبلة، قال الصايغ: "يسألونني دائماً عن موقفنا وكيف ستكون التحالفات، فيما يهددنا الشيخ نعيم والبلد مجهول المصير. لكني أطمئنكم بكلمة المسيح: لا تخافوا. نحن لم نخَف يوماً ولن نخاف الآن. الانتخابات المقبلة لن تكون على أساس تركيب اللوائح أو جمع الأصوات، بل على أساس الخيار السياسي الوطني. كسروان ولبنان يستحقان أكثر من ذلك. هذه المجموعة التي قالت في مجلس النواب لا لمرشح الممانعة، هي نفسها التي التفت حول ترشيح العماد جوزيف عون وخلقت ديناميكية وكتلة حرجة صنعت التغيير المنتظر. لا سلاح ولا تهديد استطاع الوقوف في وجهها، وفرضت نفسها على الداخل والخارج. هذه المجموعة ستبقى متماسكة وتكمل معاً الانتخابات المقبلة، ولن يكون هناك غش أو تدوير زوايا. إعادة التدوير في السياسة لا تتم بهذه الطريقة".