أمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنشر ثلاث مدمرات صاروخية موجهة من طراز "إيجيس" في المياه المقابلة لفنزويلا، في إطار عملية واسعة لمكافحة تهريب المخدرات في أميركا اللاتينية.
ونقلت وكالة "أسوشييتد برس" عن مسؤول مطّلع أن السفن الثلاث، وهي "يو إس إس غرافلي" و"يو إس إس جيسون دونهام" و"يو إس إس سامبسون"، ستصل قريبًا إلى السواحل الفنزويلية. وأكد المتحدث باسم البيت الأبيض لمجلة "نيوزويك" صحة هذه الخطوة، فيما شددت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، على أنّ الرئيس ترامب "مستعد لاستخدام كل عناصر القوة الأميركية لوقف تدفق المخدرات إلى البلاد وتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة".
وبحسب وزارة الدفاع الأميركية، فإن مهمة المدمرات ستستمر لأشهر عدة لدعم عملية مكافحة المخدرات. واعتبر خبراء أنّ نشر هذه القطع الحربية يحمل أيضًا رسالة سياسية واضحة للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، الذي اتهمته واشنطن بالتواطؤ مع كارتيلات المخدرات لتهريب الكوكايين الممزوج بالفنتانيل إلى الولايات المتحدة. وكانت واشنطن قد رفعت المكافأة المرصودة للقبض على مادورو إلى 50 مليون دولار.
في المقابل، ردّ الرئيس الفنزويلي بالإعلان عن تعبئة أكثر من 4.5 مليون عنصر من الميليشيات الشعبية لمواجهة ما وصفه بـ"تصعيد التهديدات الأميركية".
وتكتسب فنزويلا أهمية استراتيجية بالنسبة لواشنطن، ليس فقط بسبب امتلاكها بعضًا من أكبر احتياطات النفط في العالم، بل أيضًا لدورها في استقرار المنطقة، ولا سيما في ظل الأزمات السياسية والاقتصادية التي شهدتها خلال عهد مادورو وما نتج عنها من موجات هجرة واسعة. كما أن علاقاتها مع روسيا والصين وإيران زادت من حساسيتها بالنسبة للولايات المتحدة.
وتُعد مدمرات "إيجيس" من أبرز أسلحة البحرية الأميركية منذ دخولها الخدمة عام 1983، إذ تتميز بقدرتها على تنفيذ مهام الدفاع الجوي والبحري ومكافحة الغواصات واعتراض الصواريخ والطائرات، إضافة إلى قدرتها على استخدام صواريخ "توماهوك" وتتبع أكثر من 100 هدف في آن واحد. ويرى خبراء أن وجودها قرب فنزويلا يمكّن واشنطن من مراقبة ورصد قوارب التهريب وحتى الغواصات الصغيرة التي يستخدمها المهربون لتفادي الرقابة.