وصف المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن، الوضع في هذا البلد بأنه "لا يزال هشاً للغاية"، مشيراً إلى أن العملية الانتقالية تمر بمرحلة دقيقة على الرغم من تراجع حدة العنف في محافظة السويداء.
وفي إحاطة قدّمها عبر دائرة تلفزيونية مغلقة أمام مجلس الأمن في نيويورك، حذّر بيدرسن من أن وقف النار سيبقى مهدداً ما لم تُتخذ تدابير ملموسة وملزمة، بما في ذلك إجراءات لبناء الثقة، لافتاً إلى أن "شهراً من الهدوء العسكري النسبي يخفي وراءه مناخاً سياسياً متدهوراً مع تصاعد الخطاب التصعيدي". وأشار إلى استمرار العمليات البرية الإسرائيلية في جنوب غربي سوريا، معتبراً أن "هذه الأعمال غير مقبولة"، مرحباً في الوقت نفسه بالاجتماع الوزاري الذي جمع سوريا وإسرائيل في باريس هذا الأسبوع، مؤكداً أن "هناك مجالاً واضحاً لمعالجة القضايا دبلوماسياً من دون مزيد من المواجهة".
وتزامنت إحاطة بيدرسن مع الذكرى السنوية لهجوم الغوطة بالأسلحة الكيماوية عام 2013، حيث دعا مجلس الأمن إلى مضاعفة الجهود نحو المساءلة وحماية المدنيين، وتجديد الالتزام بمساعدة سوريا على "الخروج من ماضٍ مظلم نحو مستقبل أكثر إشراقاً".
كما تطرق إلى المرسوم الجديد المتعلق بإجراء انتخابات غير مباشرة لثلثي أعضاء مجلس الشعب المؤقت، مشدداً على أن نجاح العملية يتطلب ضمان الشفافية والانفتاح وإشراك جميع الفئات السورية، بما يشمل مشاركة متساوية وواضحة للنساء. ورأى أن "الطريق إلى سوريا ذات سيادة وسلمية يتطلب شجاعة التنازل، والانضباط لاحترام سيادة القانون، والحكمة لتذكر أن الوحدة لا تُبنى بالقوة وسفك الدماء، بل بالحوار والتفاهم".
من جهته، ركّز وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة توم فليتشر، على الوضع الإنساني في السويداء، مؤكداً أن الأزمة "لم تنتهِ بعد"، إذ لا يزال 16 مليون سوري بحاجة إلى المساعدات. وأوضح أن أكثر من 185 ألف شخص نزحوا في السويداء ودرعا وريف دمشق ومناطق أخرى، واصفاً الوضع هناك بأنه "كارثي".
وأشار فليتشر إلى أن الأمم المتحدة وشركاءها يواصلون تقديم أكبر قدر ممكن من الدعم المنقذ للحياة رغم تحديات التمويل والأمن، داعياً المانحين إلى الوفاء بتعهداتهم التي قُطعت في مؤتمر بروكسل في آذار الماضي. كما رحب بالتقدم الدبلوماسي الذي حققته الأردن وتركيا والولايات المتحدة وفرنسا ودول المنطقة إلى جانب السلطات السورية، معتبراً أنه يشكل أساساً متيناً للتحول من الاعتماد على المساعدات الإنسانية نحو مسار إنمائي أقوى.
وطالب فليتشر مجلس الأمن بالتحرك سياسياً للحفاظ على السلام في السويداء ومنع أي تصعيد جديد، مؤكداً أن "اللحظة تتطلب جهداً جماعياً لتثبيت الاستقرار".