قالت صحيفة "هآرتس" إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعمل بنشاط خلف الكواليس لتشجيع الوزيرين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش على تقويض فرص التوصل إلى اتفاق مع حركة حماس.
وذكرت الصحيفة أن وتيرة الأحداث في إسرائيل تتسارع بشكل كبير، لكن الصورة العامة تبدو كأنها دوران في حلقة مفرغة، حيث انشغل المستوى السياسي والعسكري هذا الأسبوع وحده بستة ملفات متفجرة مرتبطة بالحرب على غزة.
وبحسب التقرير، وصف الجيش الإسرائيلي اقتراح الوسطاء الجديد بأنه نسخة "مطوّرة" من الخطة التي قدمها مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ستيف فيتكوف، قبل نحو شهر. وأشارت إلى أنه لو طُرحت الصيغة حينها لكانت حظيت بترحيب المؤسسة الأمنية، إلا أن نتنياهو غيّر موقفه فجأة وانتقل إلى المطالبة بصفقة كاملة من دون توضيح الأسباب.
ولفتت الصحيفة إلى أن تسريب التعليمات بسرعة إلى الإعلام والتصريحات النارية لوزراء اليمين المتطرف مثل سموتريتش وبن غفير وأوريت ستروك، توحي بأن نتنياهو يعمل مجدداً على دفعهم نحو عرقلة أي تقدم في المفاوضات. وأضافت أن لا أحد في إسرائيل، باستثناء وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، يعرف الوجهة الفعلية لمسار المفاوضات، بينما جرى تهميش فرق العمل المكلفة بملف الأسرى بشكل كامل.
وأشارت "هآرتس" إلى أن موجة التفاؤل الأولية لدى أهالي الأسرى هذا الأسبوع تبددت، مع تزايد القناعة بأن نتنياهو لن يتجه نحو صفقة إلا إذا أجبره ترامب على ذلك، في ظل استمرار دعمه الكامل له.
كما رصدت الصحيفة تصريحات استعراضية من وزراء "الليكود"، لافتة إلى أن وزيرة المواصلات ميري ريغف غادرت في زيارة طويلة إلى الولايات المتحدة تاركة شبكة السكك الحديدية في حالة انهيار، فيما تباهى وزير الخارجية جدعون ساعر برفع علم إسرائيل في زامبيا. أما وزير الدفاع إسرائيل كاتس فأعلن إقرار خطة عسكرية جديدة للسيطرة على مدينة غزة تحت اسم "مركبات جدعون 2"، رغم اعترافه بالحاجة لعملية جديدة بعد حديثه عن "حسم" سابق ضد حماس.