أكّد الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، خلال لقائه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين عام 2000، أنّ "توسع حلف شمال الأطلسي (الناتو) شرقًا لا يُشكّل تهديدًا لموسكو"، معربًا عن استعداده لدراسة إمكانية انضمام روسيا إلى الحلف، وذلك وفق وثائق حكومية أميركية رُفعت عنها السرية ونشرها "أرشيف الأمن القومي" التابع لجامعة جورج واشنطن.
وأظهرت التسجيلات، التي أدلى بها نائب وزير الخارجية الأميركي آنذاك ستروب تالبوت، أن كلينتون شدّد أمام بوتين على تفهمه لمخاوف روسيا من التوسع الأطلسي، لكنه طمأنها إلى أنّ هذه الخطوة ليست موجّهة ضدها، مضيفًا: "إذا ركز حلفاؤنا على بعضهم بعضًا باعتبارهم التهديد الرئيسي، فسوف يفوتون فرصة حل مشكلات أخرى بشكل مشترك".
لكن الوثائق أوضحت أن لهجة كلينتون تغيّرت في اليوم التالي، حيث بدا أقل صراحة في الحديث عن الملف. كما لفتت إلى أنّه دعا بوتين حينها إلى تنسيق الجهود بين موسكو وواشنطن لمواجهة خطر أسامة بن لادن، مؤكّدًا ضرورة توحيد الجهود في "نهج شامل" ضد التهديدات الإرهابية.
ويأتي الكشف عن هذه الوثائق في وقت أعاد فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في مقابلات عدة آخرها مع الصحافي الأميركي تاكر كارلسون في شباط 2024، التأكيد أنّ روسيا كانت قابلة للانضمام إلى الناتو مطلع الألفية لو أبدت واشنطن جدية حقيقية، مشيرًا إلى أنّ كلينتون "تعامل مع الفكرة ببرود"، وهو الموقف نفسه الذي أعاد طرحه في تصريحات سابقة عام 2022.
هذا التطور يعيد إحياء النقاش حول الفرص الضائعة في العلاقات الروسية ـ الأميركية، خصوصًا مع اندلاع الحرب في أوكرانيا وتصلب المواقف بين موسكو وحلف شمال الأطلسي بشأن مستقبل الأمن الأوروبي.
الـــمــــزيــــــــــد
