حذّر أستاذ الدراسات الإسرائيلية واللغة العبرية في جامعة عين شمس بمصر الدكتور محمد عبود من خطورة مشروع "إسرائيل الكبرى" الذي أعاد بنيامين نتنياهو طرحه علنًا في مقابلة إعلامية أخيرة، معتبرًا أنّه لم يعد مجرد حلم توراتي بل بات مشروعًا سياسيًا متكاملًا قيد التنفيذ.
وأوضح عبود أنّ المقابلة التي أجرتها قناة i24 العبرية لم تكن حوارًا عابرًا بل "عرضًا مسرحيًا" مقصودًا، إذ جلس نتنياهو وخلفه خريطة تتجاوز حدود إسرائيل الحالية، فيما قُدمت لزوجته قلادة تحمل خريطة "أرض الميعاد"، قبل أن يقر نتنياهو صراحة بتبنيه هذه الرؤية.
ورأى أنّ المشروع لم يعد يقوم على الاحتلال العسكري المباشر كما في السابق، بل على ثلاثة أبعاد: الهيمنة السياسية على القرار العربي، التفوق العسكري لضرب أي قوة صاعدة، والتوسع الاقتصادي لمزاحمة الدول العربية النفطية في أسواقها.
واعتبر أنّ تصريحات نتنياهو لا يمكن فصلها عن السياق التاريخي لفكرة "إسرائيل الكبرى" التي ارتبطت منذ نكسة 1967 باحتلال القدس والضفة وغزة وسيناء والجولان، وبقيت حاضرة في عقل اليمين الصهيوني حتى بعد اتفاقيات السلام.
وأكد أنّ خطورة الطرح تكمن في أنّه ليس خطابًا انتخابيًا أو حلمًا أيديولوجيًا بل "إعلان نوايا استراتيجي" يصدر عن رئيس وزراء يمتلك الجيش والمخابرات والتحالفات الدولية الكفيلة بتحويله إلى واقع. محذرًا من أن تجاهل هذه التصريحات سيشكل "خطأ قاتلًا"، لأن الرسالة موجهة إلى الداخل والخارج على حد سواء: "المشروع لم يتوقف عند حدود فلسطين التاريخية".
وختم عبود بالتأكيد أنّ مواجهة هذا المخطط لا تكون بالاستهانة به أو رفضه خطابيًا، بل بإدراك طبيعته وأدواته، وبناء جدار من الوعي والإرادة والقوة، لأن المشاريع التوسعية "لا تموت من تلقاء نفسها بل تُحبط فقط عندما تجد من يواجهها بوعي وصلابة".
الـــمــــزيــــــــــد
