ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين ببرج البراجنة، أكد فيها أن القضية الأساس هي لبنان بما يمثله من تاريخ وتراث ووحدة وطنية وسلم أهلي، محذرًا من مشاريع دولية وإقليمية مجنونة تستهدف ضرب الاستقرار وإشعال الفتن الطائفية والمناطقية.
وقال قبلان إن الدولة اللبنانية وحكومتها الحالية تتعامل مع العدوان الإسرائيلي وما يتعرض له الجنوب والبقاع والضاحية وكأنهم "غير موجودين أو غير لبنانيين"، معتبراً أن هذه الدولة باتت تُوصف بأنها "متواطئة أو منتقمة" تتعاطى بعداوة مقصودة مع مكوّن كبير من الشعب اللبناني قدّم تضحيات هائلة دفاعًا عن الوطن.
وانتقد قبلان أداء الحكومة، مشيراً إلى أنها تغضّ النظر عن الإعلام الدولي والمحلي الذي يؤجّج الفتنة، ومتهمة إياها بالانغماس في "عقلية ديكتاتورية، وصفقات وفساد، وبطالة وهدر وضياع اقتصادي"، مقابل انشغالها بالانتقام السياسي والتنازلات السيادية، فيما يعيش المواطنون من مختلف الطوائف حالة قهر ومعاناة متصاعدة.
وأكد أن لبنان وطن شراكة وتكوينه الدستوري ميثاقي، والطوائف عائلة لبنانية متكاملة، وأي إخلال بهذا التوازن هو ضرب لصميم الكيان اللبناني. ودعا إلى الوحدة الوطنية والسياسية كضمانة أكيدة لمنع سقوط لبنان في أتون الفتنة ومشاريع الخراب.
وفي ختام كلمته، وصف قبلان ما جرى في مخيم برج البراجنة من تسليم محدود للسلاح بـ"مسرحية أكياس الخيش"، واعتبرها فضيحة مدوية، قائلاً إنه لو كان لبنان بلدًا طبيعيًا لكانت الحكومة قد سقطت، متهماً واشنطن وبعض العواصم الإقليمية بالسعي لشطب قوة لبنان عبر استهداف سلاح المقاومة الذي يشكّل "الضامن الأكبر للبنان منذ نصف قرن".