حررت قوى الأمن الداخلي في محافظة السويداء، فجر اليوم السبت، عدداً من المدنيين الذين كانوا مختطفين منذ أيام، وفق ما أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا). وأوضحت الوكالة أنّ المحررين سُلّموا إلى ذويهم بحضور قائد قوى الأمن الداخلي بالمحافظة أحمد الدالاتي، في خطوة اعتُبرت بمثابة بارقة تهدئة بعد أسابيع من التوترات الأمنية.
في المقابل، ذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أنّ عدد المفرج عنهم بلغ 9 أشخاص، بينهم 7 نساء وطفلان، كانوا قد اختُطفوا على يد مجموعات مسلّحة اعترضت حافلة نقل ركاب كانت متجهة من بلدة صحنايا بريف دمشق نحو السويداء. وأكد أنّ الخاطفين اقتادوا الركاب إلى جهة مجهولة قبل أن يتم تحريرهم.
وتأتي هذه التطورات بعد شهر من اندلاع مواجهات عنيفة في 13 تموز بين فصائل درزية وقبائل بدوية محلية، استدعت تدخل القوات الحكومية. وأسفرت تلك الأحداث عن سقوط ضحايا وتوتير الوضع الأمني في المحافظة. كما شنت إسرائيل، بالتوازي، غارات جوية استهدفت قوافل تابعة للقوات الحكومية بذريعة "الدفاع عن الدروز".
وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن قد حذر قبل يومين من هشاشة وقف إطلاق النار في السويداء، مؤكداً أمام مجلس الأمن أنّ "خطر تجدد الصراع قائم في أي لحظة، فيما تهدد الانقسامات العميقة وحدة وسيادة سوريا". وأشار إلى أنّ العنف تراجع نسبياً بعد اتفاق وقف النار الأخير، لكنه شدد على أنّ احتمالات عودته تظل قائمة.
وتشهد سوريا منذ إطاحة الرئيس السابق بشار الأسد في كانون الأول الماضي انقسامات سياسية واجتماعية حادة، خصوصاً في الجنوب السوري، حيث تتقاطع التعقيدات الطائفية مع التدخلات الإقليمية، ما يجعل السويداء بؤرة قابلة للاشتعال مجدداً في أي وقت.
الـــمــــزيــــــــــد
