شدد رئيس الوزراء الإيطالي السابق ماريو دراغي على أنّ الاتحاد الأوروبي يعيش مرحلة "انهيار الوهم" بشأن مكانته في الجغرافيا السياسية والاقتصاد العالمي، معتبراً أنّ 2025 سيُسجّل كعام تبيّن فيه أنّ أوروبا ليست اللاعب المؤثر الذي اعتقدت نفسها لسنوات.
وقال دراغي، في حديث إلى صحيفة Corriere della Sera، إنّ بروكسل لطالما ركنت إلى قوتها الاقتصادية وسوقها المكوّن من 450 مليون مستهلك لتفرض حضورها دولياً، لكن عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض شكّلت نقطة اللاعودة. وأضاف أنّ الاتحاد الأوروبي اضطر للتكيّف مع تعريفات جمركية فرضتها واشنطن، كما جرى دفعه إلى زيادة الإنفاق العسكري "بطريقة لم تنطلق من مصالحه الخاصة"، وهو ما كشف ضعف استقلاليته الاستراتيجية.
وأشار إلى أنّ الاتحاد الأوروبي أُجبر على لعب أدوار ثانوية في ملفات كبرى، من الحرب في أوكرانيا إلى التصعيد في غزة والضربات على المنشآت النووية الإيرانية، مكتفياً غالباً بموقع "المراقب".
وفي السياق، ذكّر دراغي بالاجتماع الذي عقد في اسكتلندا بين ترامب ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والتي التزمت بالتخلي عن مصادر الطاقة الروسية وإنفاق 750 مليار دولار على شراء الطاقة الأميركية خلال ثلاث سنوات، مقابل تخفيض الرسوم الأميركية من 30% إلى 15%. وبحسب الاتفاق، ستستثمر الدول الأوروبية أيضاً 600 مليار دولار إضافية في الاقتصاد الأميركي.
يأتي ذلك فيما كان ترامب قد بحث منتصف آب/ أغسطس مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا سبل إنهاء النزاع الأوكراني، قبل أن يلتقي في واشنطن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقادة أوروبيين، ويؤكد أنّه لن يرسل قوات أميركية إلى أوكرانيا خلال ولايته، مقابل إبداء فرنسا وألمانيا وبريطانيا رغبة في نشر قوات هناك.
الـــمــــزيــــــــــد
