حذّر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم الأحد، من أنّ ما وصفه بـ"طموحات إسرائيل الكبرى" يشكل تهديدًا مباشرًا لسيادة وأمن عدد من دول المنطقة بينها سوريا، الأردن، مصر، لبنان، العراق، الكويت والمملكة العربية السعودية.
وفي مقال نشرته صحيفة الشرق الأوسط، اعتبر عراقجي أنّ ما يجري في قطاع غزة منذ 22 شهرًا "إبادة جماعية وتطهير عرقي منظّم وسط صمت أميركي وغربي"، مؤكّدًا أنّ الهدف النهائي هو "محو الهوية الجغرافية والسياسية لغزة وفلسطين نهائيًا".
وشدد الوزير الإيراني على أنّ "زمن إطلاق الشعارات وإصدار البيانات والتعبير عن الإدانة والقلق قد انتهى"، لافتًا إلى أنّ المرحلة الراهنة تتطلب "الوحدة والتضامن، قولًا وفعلًا، في العالم الإسلامي، عبر اتخاذ قرارات حاسمة وتعزيز التعاون والتنسيق الكامل لتنفيذها، بهدف إنقاذ أرواح المظلومين في غزة وحماية العالم الإسلامي".
وأضاف عراقجي أنّ "أي تردد أو تقاعس أو أي وهم مبني على الثقة في وعود خادعة مثل اتفاق إبراهيم، سيؤدي إلى خسارة جسيمة للأمة الإسلامية"، مشددًا على أنّه "لا مجال لأي أوهام أو لامبالاة". ودعا إلى أن يكون الاجتماع المقبل لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي "نقطة تحوّل" لترسيخ العزيمة الجماعية في مواجهة "الطموحات التي لا تشبع لدى نتنياهو وعصابته"، ومنعهم من "مواصلة قتل الأبرياء وتدمير الدول الإسلامية وضم أراضيها".
وتأتي تصريحات عراقجي في سياق الموقف الثابت لطهران الداعم لحركة حماس وحلفائها في المنطقة، إذ كانت إيران من أبرز الأصوات التي اتهمت الولايات المتحدة والدول الأوروبية بـ"التواطؤ" في حرب غزة عبر الدعم السياسي والعسكري لإسرائيل. كما أنّها صعّدت في الأشهر الأخيرة خطابها ضد "اتفاقات أبراهام" التي رعتها واشنطن بين إسرائيل ودول عربية، معتبرة أنها "طعنة في ظهر القضية الفلسطينية".
وكانت منظمة التعاون الإسلامي قد عقدت خلال الأشهر الماضية سلسلة اجتماعات طارئة بشأن الحرب على غزة، لكنّها لم تتمكّن من تجاوز بيانات الإدانة والمناشدات الإنسانية. وتضغط طهران حاليًا من أجل أن يتبنى الاجتماع الوزاري المقبل خطوات عملية، مثل فرض عقوبات اقتصادية جماعية أو تعليق التطبيع مع إسرائيل، في محاولة لرفع مستوى الرد الإسلامي على الحرب المستمرة.
الـــمــــزيــــــــــد
