المحلية

الأحد 24 آب 2025 - 12:34

بين الانتظار والرهان… محفوظ: لبنان يشتري الوقت

بين الانتظار والرهان… محفوظ:  لبنان يشتري الوقت

أشار رئيس "المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع" عبد الهادي محفوظ، في تصريح صحافي، إلى أنّ سياسة "شراء الوقت" باتت النهج المعتمد من مختلف الأطراف المعنية بالملف اللبناني، موضحًا أنّ مستقبل لبنان مرتبط بـ"مخارج أميركية لاحقة ضمن تفاهمات مستقبلية".


وأوضح محفوظ أنّ ما ينتظره لبنان الرسمي والشعبي "إشارة أميركية إيجابية"، غير أنّ ما يعترض ذلك حتى الآن هو رغبة واشنطن في أن تكون تل أبيب "أكثر لطفًا" في الجنوب اللبناني، على الرغم من اعتراف مبعوثها توم باراك بأن الولايات المتحدة "لا تستطيع فعل شيء مع إسرائيل".


ولفت إلى أنّ السلطة اللبنانية كانت في البداية متحمّسة لتنفيذ الورقة الأميركية، لكنها عادت وتريثت لأسباب عدة، أهمها استمرار إسرائيل في التوسع الجغرافي داخل الأراضي اللبنانية، وإضافة نقاط أمنية جديدة في الجنوب، وإطلاق قذائف أرض–أرض، ومنع إعادة إعمار ما تهدم، فضلًا عن مواصلة الاغتيالات.


وأكد محفوظ أنّ محاولات الإيحاء الأميركي للسلطة اللبنانية بتلازم المسارين اللبناني والسوري نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل والانضمام إلى مسار "اتفاقات إبراهيم"، تصطدم بعوائق كبيرة مرتبطة بالوضع الإقليمي المضطرب، وبحاجة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو واليمين الديني للاستمرار في ما يسمّونه "الحروب السبع"، خلافًا لنظرية شمعون بيريز التي كانت تراهن على بناء "الشرق الأوسط الجديد" عبر السلام الإقليمي.


وأضاف أنّ زيارة رئيس مجلس الأمن القومي الإيراني الدكتور علي لاريجاني إلى بيروت، شكّلت رسالة واضحة إلى واشنطن بأنّ طهران "لن تترك حزب الله وحيدًا" في أي مواجهة عسكرية، وأنّها مستعدة لخوض حرب شاملة. وفسرت هذه الرسالة، بحسب محفوظ، في البيت الأبيض على أنّها عامل مؤثر في مسار الحوار الأميركي–الإيراني بشأن الملف النووي والملف اللبناني.


وتحدث محفوظ عن دور قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل، الذي يعطي الأولوية للتفاهم والحوار مع حزب الله على المواجهة، مع إبداء تحفظات على الورقة الأميركية التي لم تتضمن ضمانات بشأن الانسحاب الإسرائيلي من النقاط الخمس المتنازع عليها أو من "الحائط الأمني"، ولا تعهدات بوقف الاعتداءات والاغتيالات أو معالجة ملف الأسرى اللبنانيين. وأكد محفوظ أنّ قائد الجيش يرفض أن يكون طرفًا في أي فتنة أهلية تهدد استقرار لبنان.


كما أشار إلى وجود توتر ضمني بين الرؤساء الثلاثة حيال عدم تأجيل الجلسة الحكومية التي أقرت الورقة الأميركية وأحالت تنفيذها إلى المؤسسة العسكرية. وبرأيه، تركت الإدارة الأميركية الوضع اللبناني يتدهور اقتصاديًا وسياسيًا عبر وضع شروط صعبة للإفراج عن المساعدات، سواء في ملف الغاز أو المصارف أو الاستثمارات، مع رغبتها في تحويل لبنان إلى "منصة لإدارة شؤون المنطقة"، وصولًا إلى إدماج عناصر من حزب الله في المؤسسة العسكرية ضمن تفاهمات أوسع مع إيران، وإعطائه دورًا سياسيًا محددًا داخل الدولة.


وختم محفوظ بالتشديد على أنّ "عقلانية وبراغماتية المكونات اللبنانية، بما فيها السلطة السياسية، أمر ضروري"، محذرًا من "الخطأ القاتل المتمثل في إسقاط أوهام البعض على ما قد تفكر به واشنطن أو تسعى لتنفيذه"، معتبرًا أنّ "الأوهام تظل ضارة وقاتلة".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة