قال الضابط السابق في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية العقيد المتقاعد جاك نيريا إن عناصر "حزب الله" تلقّوا في الأيام الماضية تعليمات بالابتعاد عن هواتفهم، في خطوة اعتبرها مؤشراً على ارتفاع مستوى التأهب داخل الحزب. وحذّر نيريا، في حديث إلى إذاعة "103FM" العبرية الأحد، من احتمال اندلاع جولة ثانية من المواجهة مع إيران، مؤكداً أن أجواء التوتر تسود المنطقة، وأن "الإيرانيين لن يقبلوا بهذا الإذلال طويلاً".
وتطرّق نيريا إلى المحادثات الجارية بين إسرائيل وسوريا بشأن تجديد اتفاق سياسي، لافتاً إلى أن دمشق تسعى إلى إعادة تفعيل اتفاق عام 1974، لكنه أشار إلى أن الظروف الراهنة قد تفضي إلى صيغة أمنية جديدة بدل اتفاق سلام شامل. وأضاف أن "السوريين يثبتون جديتهم من خلال اعتراض شحنات أسلحة متجهة إلى حزب الله، ومنع الحزب من إعادة بناء قوته العسكرية". واعتبر أن ما يجري يعكس "تلاقي مصالح" بين إسرائيل وسوريا، موضحاً أن نظام الرئيس أحمد الشرع يعمل على الحفاظ على هدوء الجبهة الجنوبية، في وقت تحاول طهران الضغط لإسقاطه. وتابع: "بعد سقوط نظام بشار الأسد انهارت قوة حزب الله الإقليمية، وتراجع النفوذ الإيراني إلى موقع دفاعي، ما يجعل النظام السوري الحالي هدفاً استراتيجياً لطهران".
في المقابل، أكد المرشد الإيراني علي خامنئي أن الشعب الإيراني "يقف بثبات في وجه محاولات الولايات المتحدة فرض طاعته لأوامرها"، معتبراً أن صمود إيران خلال الحرب الأخيرة وما وصفه بـ"الهزيمة القاسية للعدو" يثبت عجز واشنطن وحلفائها عن فرض إملاءاتهم على طهران. وقال إن "دولاً غربية اجتمعت في عاصمة أوروبية في اليوم الثاني للحرب للبحث في بديل للجمهورية الإسلامية". كما جدد وزير الدفاع الإيراني عزيز نصير زاده، الأربعاء، التحذير من أي هجوم إسرائيلي جديد، معلناً أن بلاده طورت صواريخ أكثر تطوراً من تلك التي استُخدمت في الحرب الأخيرة. وأوضح أن "الصواريخ السابقة صُنعت قبل سنوات، أما اليوم فتم تطوير صواريخ بقدرات أكبر ستُستخدم إذا أقدم العدو على مغامرة جديدة".
بدوره، شدد نائب الرئيس الإيراني محمد رضا عارف على أن "إيران ليست في ظل وقف لإطلاق النار بل في حالة وقف للأعمال العدائية"، داعياً إلى الاستعداد للمواجهة "في أي لحظة". وكانت إسرائيل قد بدأت قصفاً واسعاً على إيران في منتصف حزيران الماضي، ما أشعل حرباً استمرت 12 يوماً، تخللها استخدام إسرائيل للمقاتلات والصواريخ ضد مواقع عسكرية وأحياء سكنية إيرانية، فيما ردّت طهران بضربات صاروخية ومسيرات. وأسفرت المواجهات عن مقتل عدد كبير من القادة العسكريين والعلماء النوويين الإيرانيين إلى جانب المئات من المدنيين، قبل أن يتوقف إطلاق النار في 24 حزيران بعد وساطة دولية.
الـــمــــزيــــــــــد
