فوقية واستعلاء
الجملة التي نطق بها برّاك لم تمر مرور الكرام، إذ شكّلت إهانة مزدوجة: أولًا للصحافيين الذين يمثّلون السلطة الرابعة وحق الناس في المعرفة، وثانيًا للبنانيين الذين تابعوا المشهد بدهشة وغضب. فبدل أن يظهر برّاك بصفتِه دبلوماسيًا يحترم دولة وشعبًا، بدا وكأنه "الحاكم المطلق" الذي يوزّع التعليمات على الصحافة المحلية بمجرد حضوره.
صمت مستغرب من الجسم الصحافي
المفاجئ أنّ أيًّا من الصحافيين الحاضرين لم يردّ عليه في اللحظة نفسها، وهو أمر أثار الاستغراب وربما الخيبة، خصوصًا أن ردّ الفعل الطبيعي كان يجب أن يكون الدفاع عن الكرامة المهنية. كثيرون اعتبروا أن صمت الصحافيين ساهم في تمرير هذه الإهانة وكأنها أمر طبيعي.
ردود غاضبة على مواقع التواصل
وسرعان ما تحوّلت العبارة إلى مادة للتندّر والتنديد على مواقع التواصل، حيث اعتبر ناشطون أنّ برّاك "أهان كل لبناني" حين وصف الوضع بـ"الحيواني"، في وقت هو ضيف على القصر الجمهوري. بعض المعلقين قالوا بوضوح: "لو كان في بلد آخر، لخرج الصحافيون فورًا من القاعة وتركوه يتحدث وحده".
لبنان ليس محمية أميركية
من المؤسف أنّ موفدًا أجنبيًا يسمح لنفسه بهذا الاستعلاء على صحافيين في بلد له سيادته وتاريخه. فلبنان ليس محمية أميركية، ولا منبرًا يُستباح للإهانات.
إهانة برّاك تشكّل درسًا للجسم الصحافي وللمهنة، والمطلوب موقف واضح من نقابتَي الصحافة والمحررين يعيد الاعتبار للإعلام اللبناني في مواجهة إهانات الدبلوماسية الأميركية "الوقحة".