"ليبانون ديبايت"
من الواضح بنتيجة اليوم الطويل من اللقاءات "الأميركية" في المقرات الرئاسية كما مع المرجعيات السياسية، أن التقدم في تطبيق "ورقة" الموفد الرئاسي توم برّاك، يسير ببطء ووفق معادلة وحيدة ولا تعديل فيها وهي " الخطوة اللبنانية أولاً مقابل خطوة من إسرائيل"، بمعنى أن بدء أي خطوة انسحاب إسرائيلية من النقاط التي تحتلها، مرهون ببدء الحكومة تنفيذ الخطة التي يعدها الجيش من أجل بسط سلطة الدولة على كل الأراضي بدءاً من جنوب نهر الليطاني.
وعليه، وبمعزلٍ عن الجواب الإسرائيلي الغامض الذي نقله برّاك إلى بيروت، وعن التصعيد في خطاب "حزب الله" ضد قرار "حصرية السلاح" والإعتراض المطلق على الخطوات المتوازية، فإن "ما كُتب قد كُتب" على مستوى الورقة الأميركية أو على صعيد ما قررته الحكومة، وهو ما يؤكده رئيسها نواف سلام في كل مناسبة، وكان آخرها خلال استقباله الوفد الأميركي.
لكن العقد المعرقلة لمسار "حصرية السلاح" الذي انطلق، هي في ازدياد مضطرد خصوصاً بعد موقف الحزب والتصريحات الإيرانية حول سلاح "حزب الله"، ما يطرح سؤالاً حول القدرة على التعطيل. إلاّ أن المستشار القانوني في المفوضية الأوروبية الدكتور محيي الدين شحيمي، لا يرى أي قدرةٍ إيرانية للتعطيل، وإن كانت القدرة على إثارة الفوضى تبقى قائمة، خصوصاً وأن "القرار النهائي بالنسبة لسلاح حزب الله هو عند طهران".
وفي حديثٍ ل"ليبانون ديبايت"، يرى الدكتور الشحيمي أن الحزب "يستغل كل واقعةٍ وحالةٍ لمصلحة أصيله في طهران بالدرجة الأولى، ويتفرّع منها ما ينعكس من منافع لوكلائها بحسب المنطقة الجغرافية المخاطبة، وهو ما ينطبق في لبنان على الحزب".
ورداً على سؤال حول غياب "الضمانات الأميركية" وما إذا كان الحزب يستغلّها للتصعيد بوجه قرار الحكومة، يقول الشحيمي إنه "بغياب الضمانات، يتذرعون ويتحججون، وبوجودها يتحايلون ويحوّرون كل المتغيرات لمصلحة الحزب ومصلحة مركزية قراره خارج بيروت، لأنه في عقيدة الحزب، فارق كبير بينه وبين المسلمات الوطنية".
أمّا عن التصعيد وعودة الحرب بنتيجة هذه الذرائع لدى الحزب وأيضاً لدى إسرائيل، فيستبعد الشحيمي أي مواجهة عسكرية، ويؤكد أن إسرائيل" متغوّلة وفالتة، فيما الحزب لا يستطيع وليس في مقدوره، سيّما أولاً، أن الأخ الأكبر غير موافق أبداً على أي خيار غير دبلوماسي، وثانياً ما ورد في تصريح وزير خارجية إيران عباس عراقجي بالأمس والذي أعلن فيه موافقة طهران على العودة إلى المفاوضات".
وبنتيجة هذه المعطيات، يرى الشحيمي أن الوضع الداخلي دخل في "مرحلة ستاتيكو إنما غير ثابت، لأن هذه المرحلة بينية ورمادية من الوضوح التكتيكي بخطوات مُثقلة". لكن الشحيمي يستدرك بأنها "متجهة نحو الحلول وإن طالت فترة هذه المرحلة الراهنة".