كشفت تسريبات إسرائيلية أنّ اجتماع المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) الذي ترأسه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو امس الثلاثاء، تحوّل إلى ما وصفه وزراء بـ"الاجتماع التافه والسخيف"، وسط تذمّر حتى من وزراء موالين شعروا بالإهانة.
فقد كرّر نتنياهو أمام الوزراء والمستوطنين المحتفلين أنه "رئيس الحكومة الوحيد الذي قال وعمل لمنع إقامة دولة فلسطينية"، مثيراً تندراً بين الحاضرين من قادة المستوطنين. وأكد: "قبل 25 عاماً وعدت بمنع الدولة الفلسطينية، ونحن نفي بالوعد معاً".
وخلال الاجتماع، الذي حضره 6 وزراء فقط من أصل 12، جرى تبكير موعده وتقليص مدته، إذ فوجئ الوزراء بمائدة طعام فاخرة داخل قاعة البحث، فيما ألقى نتنياهو خطاباً نارياً رافضاً أي صفقة مؤقتة مع حركة حماس، ومصرّاً على ما وصفه بـ"صفقة شاملة" إلى جانب خطة احتلال غزة.
كما وجه نتنياهو انتقادات "رمزية" للرئيس الأميركي دونالد ترامب على خلفية حديثه عن عدد الأسرى الإسرائيليين في غزة، معتبراً أنّ كلام ترامب "لا يعكس الواقع"، قبل أن ينسب لنفسه إعداد خطة احتلال غزة، رغم اعتراض الأجهزة الأمنية التي اعتبرت نفسها صاحبة الخطة.
وانتهى الاجتماع وسط شعور الوزراء بأنه مجرد أداة في "حرب نفسية" ضد حماس، بينما عائلات الأسرى المحتجزين ازدادوا إحباطاً مع غياب أي تقدم.
وبعد الاجتماع، حضر نتنياهو ووزراؤه احتفالاً بمناسبة مرور 50 عاماً على إقامة مستوطنات بنيامين شرقي رام الله، حيث عاد للتباهي بتعزيز الاستيطان، قائلاً: "هذا مجرد البداية". واعتبر أن البناء الاستيطاني "يعزز أمن إسرائيل".
غير أن الاحتفال أثار موجة احتجاجات، إذ تظاهر إسرائيليون أمام المطعم الذي أُقيم فيه الحفل، ورفعوا لافتات تندد بأن الأسرى "يتضورون جوعاً فيما الحكومة تحتفل بالطعام الفاخر".
والمعارضة بدورها صعّدت الهجوم، إذ وصف رئيسها يائير لبيد اجتماع الكابينت بأنه "وصمة عار أخلاقية"، مؤكداً أن هناك صفقة تبادل "مطروحة على الطاولة" يمكن أن تعيد الأسرى وتنهوي الحرب، لكن الحكومة تتجاهلها. أما المعلقون الإسرائيليون، فاعتبروا الاجتماع والعشاء "حفلة خداع وأكاذيب" تُظهر انفصال الحكومة عن جمهورها.