أكد عضو كتلة "الاعتدال الوطني" النائب وليد البعريني، في حديث إلى جريدة "الأنباء"، أنّ رئيس الحكومة نواف سلام جزم له خلال لقائهما الأخير الثلاثاء بأنّ قرار بسط سلطة الدولة وحصر السلاح بيد الجيش والقوى الأمنية لا تراجع عنه، مشدداً على أنّ لبنان "لن يكون سوى دولة كاملة المواصفات، لا سلاح فيها إلا سلاح المؤسسات الشرعية ولا سلطة رديفة لسلطاتها الدستورية".
وقال البعريني: "لا يتوهمن أحد أن عقارب الساعة ستعود إلى الوراء، أو أن قرار حصرية السلاح موجّه ضد طائفة أو شريحة لبنانية، بل هو لتكريس دور الجيش والمؤسسات وإزالة الفوضى التي أصابت عملها. فقطار بناء الدولة انطلق في الاتجاه الصحيح بدعم عربي ودولي غير مسبوق، وما على اللبنانيين إلا الالتفاف حول العهد رئاسةً وحكومةً لتسديد خطواته: أولاً في إعادة بناء لبنان على أسس صلبة، وثانياً في تسليح الجيش وتعزيز قدراته، وثالثاً في إعادة إعمار ما دمرته الآلة العسكرية الإسرائيلية".
ولفت البعريني إلى أنّ تنفيذ قرار الحكومة يواجه مطرقة الضغوط الخارجية وسندان رفض «حزب الله»، "لكن رهاننا يبقى على حكمة رئيس مجلس النواب نبيه بري في تعزيز قرار الحكومة وتسديد مسار العهد، سيما وأنه رجل الحسم في الطائفة الشيعية الكريمة وصاحب الكلمة الفصل في تحديد وجهتها الوطنية".
وبشأن الوساطة الأميركية، أشار البعريني إلى أن زيارات المبعوث الأميركي توماس براك "تراوح مكانها"، وأن المراسلات المكوكية بين بيروت وواشنطن، وكذلك الرسائل غير المباشرة مع تل أبيب، تسير على خط التشاؤل (كما وصفها الرئيس بري بين التفاؤل والتشاؤم). وأكد أن "وحدة اللبنانيين وتفاهمهم تفتح الآفاق أمام قيام لبنان من تحت الرماد، بمعزل عن أي رعاية خارجية باستثناء الرعاية العربية، ولا سيما الخليجية منها، باعتبارها الحضن الاقتصادي والاجتماعي للبنان".
وأوضح أن الدبلوماسية اللبنانية بقيادة الرؤساء جوزاف عون ونبيه بري ونواف سلام "قادرة على تحرير الجنوب واستعادة الأسرى اللبنانيين من المعتقلات الإسرائيلية".
وختم البعريني قائلاً: "نريد صحوة وطنية تسير بلبنان نحو مرحلة مشرقة اقتصادياً واجتماعياً ونقدياً. لا نريد شارعاً في مواجهة شارع ولا فوضى عبثية، بل نريد ولادة لبنان الجديد: لبنان الإنسان والعلوم والسياحة والاستثمار، لا لبنان الهجرة وهروب الأجيال. ومن هنا، أدعو حزب الله إلى اتخاذ موقف تاريخي عبر تسليم سلاحه للدولة والانخراط في اللعبة السياسية أسوة بسائر الأحزاب اللبنانية".
الـــمــــزيــــــــــد
