أحدثت كلمة رئيس مجلس النواب نبيه بري، الأحد، بمناسبة الذكرى الـ47 لتغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب وعباس بدر الدين، صدى واسعاً، بعدما أكد أن "سلاح المقاومة هو عزنا وشرفنا"، في موقفٍ جاء ليقطع الطريق على الشائعات حول وجود خلافات بين أطراف "الثنائي الوطني".
كلمة بري اعتُبرت بمثابة رد مباشر على محاولات استغلال ملف السلاح لإثارة التباينات الداخلية، وقد وضعها مراقبون في خانة تثبيت وحدة الموقف بين حركة "أمل" و"حزب الله".
وفي هذا السياق، شدد عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب قاسم هاشم في حديث لموقع "العهد" على أنّ كلام الرئيس بري "مفصلي وواضح وضوح الشمس، وقد أنهى الرهانات الخاطئة حول علاقة الثنائي"، مؤكداً أنّ البعض "حاول اللعب على أوتار الخلافات خدمةً لأجندات خارجية".
وأضاف هاشم أنّ بري "أعاد وضع الأمور في نصابها في ما يتعلق بملف حصرية السلاح"، لافتاً إلى أنّ رئيس المجلس "جدّد تمسكه بالحوار كخيار أساسي لمعالجة أي ملف بين اللبنانيين"، وهو ما اعتبره "السبيل الوحيد لتثبيت التوافق الذي يقوم عليه البلد".
كما أشار هاشم إلى أنّ المطلوب اليوم "فتح باب النقاش والحوار بين جميع المكونات، وصولاً إلى رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، لتحصين الوضع الداخلي في مواجهة التحديات الخطيرة"، محذراً من "محاولات وضع لبنان على خط الزلزال الإقليمي".
وفي معرض حديثه عن المبادرات الدولية، قال هاشم إن "البعض يحاول تمرير الورقة الأميركية باعتبارها ورقة لبنانية، فيما أكد الرئيس بري أنها أميركية، وأنها لا يمكن أن تكون بديلاً عن اتفاق وقف إطلاق النار الموقّع في تشرين الثاني/نوفمبر 2024".
وختم بالتأكيد على أنّ "لا رهان على متغيرات خارجية"، داعياً كل اللبنانيين إلى "البحث عن مساحات مشتركة لحماية البلد في هذه المرحلة الدقيقة".
يأتي كلام بري في لحظة سياسية حساسة تشهد فيها الساحة اللبنانية تجاذباً حاداً حول ملف حصرية السلاح وطرح مبادرات دولية، بينها ما يُعرف بـ"الورقة الأميركية"، التي تسعى إلى رسم مسار جديد بعد اتفاق وقف إطلاق النار في تشرين الثاني 2024. ويعكس هذا الموقف حرص بري على تثبيت وحدة الثنائي الشيعي في وجه الضغوط الداخلية والخارجية، خصوصاً مع ازدياد المخاوف من تداعيات الحرب في المنطقة على لبنان.