كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن تفاصيل جديدة عُثر عليها مع جثة قائد حماس في غزة وأحد مهندسي هجوم 7 تشرين الأول، يحيى السنوار، بعد اغتياله على يد قوات الجيش الإسرائيلي في رفح.
وبحسب تقرير القناة 12 العبرية، فقد كان السنوار يختبئ لفترة طويلة داخل شبكة الأنفاق التي شيدتها حركة حماس تحت قطاع غزة، واستطاع الصمود بفضل خبرته الاستثنائية في التحرك داخلها. وفي النهاية، عُثر عليه في حي تل السلطان حيث قُتل خلال عملية عسكرية إسرائيلية.
الجيش الإسرائيلي عرض ورقة وُجدت في جيب السنوار، تحمل آثار دمه، وفيها خريطة بخط يده توضح شبكة الأنفاق أسفل الحي المذكور، بالإضافة إلى أسماء مشفرة كان يطلقها على "مساحات الإقامة" في الممرات السرية التي لجأ إليها أثناء تحركات القوات على السطح.
وبينما كانت قوات الجيش تتقدم وتدمّر أجزاء واسعة من هذه الشبكة، اضطر السنوار للخروج فوق الأرض والاختباء، الأمر الذي عجّل بمقتله قبل نحو عام.
بالتوازي، يستعد الجيش الإسرائيلي حاليًا لإطلاق المرحلة الثانية من عملية "مركبات جدعون ب'" التي تهدف إلى احتلال مدينة غزة نفسها، مع تركيز أساسي على رصد وتدمير شبكة الأنفاق الممتدة أسفل المدينة. ووفق الجيش، فإن هذه الممرات لم تتم معالجتها بشكل كافٍ في جولات القتال السابقة، بينما تمثل عنصرًا مركزيًا لقدرة حماس على تنفيذ هجمات والعودة للتخفي.
رئيس الأركان هرتسي هليفي تفقد مؤخرًا قوات الجيش الإسرائيلي في القطاع، وأكد: "بدأنا المرحلة الثانية من عملية مركبات جدعون من أجل تحقيق أهداف الحرب. إعادة مخطوفينا مهمة وطنية وأخلاقية، وسنواصل ضرب مراكز ثقل حماس حتى هزيمتها". ورافقه قادة من قيادة الجنوب وألوية ميدانية عدة، بينهم قائد فرقة 162 وقادة لواء جفعاتي ولواء 401.
في الأثناء، ذكرت تقارير قطرية أنّ قادة الفصائل الفلسطينية في الخارج يعيشون حالة قلق متزايد من التهديدات الإسرائيلية باغتيالهم. ونقلت صحيفة "العربي الجديد" عن مصدر مصري أنّ القاهرة حذرت من المساس بأمين عام حركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة المقيم فيها، بعدما تلقت طلبات إقليمية لتأمين مكان إقامة دائم له.
كما أشار مصدر في المكتب السياسي للجهاد الإسلامي في لبنان إلى أنّ الحركة "لا تعلّق على هذه التقارير"، فيما قال مصدر في حماس بالدوحة إنّ قيادات الفصائل في الخارج باتت تعتمد إجراءات أمنية مشددة وتنقلت بين أكثر من موقع في دول مختلفة بسبب الظروف الأمنية.
وبحسب التقرير، فإن تركيا شددت في الفترة الأخيرة إجراءاتها الأمنية على بعض مسؤولي حماس المقيمين لديها، إضافة إلى عدد من الأسرى المحررين الذين وصلوا إليها في أعقاب صفقة التبادل الأخيرة.
الكشف عن الورقة التي وُجدت بحوزة السنوار اعتُبر في الإعلام الإسرائيلي "دليلًا إضافيًا" على حجم ارتباطه المباشر بإدارة شبكة الأنفاق، وعلى مدى اعتماده على هذه الممرات في محاولاته للإفلات من الجيش، قبل أن يُقتل في واحدة منها.