صرّح المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني، العميد علي محمد نائيني، أنّ إيران لا تبدأ بالحرب لكنها لا تخشاها، مؤكداً أنّ بلاده قادرة إذا اندلعت المواجهة على أن تجعل "العدو يشعر بالندم".
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية "إرنا" مساء الخميس، عن نائيني قوله إنّ الحرب الأخيرة مع إسرائيل قوّضت عقيدة الأمن القومي الإسرائيلي وأسقطت أسس الردع التي طالما اعتمدت عليها تل أبيب. وأضاف، "شنّ الكيان الصهيوني العدوان على إيران بزعم ضعفها وسوء تقديره الاستراتيجي، معتقداً أنّ الشعب الإيراني سيستسلم خلال ساعات، لكن الإيرانيين خرجوا فوراً إلى الشوارع وردوا بقوة على هذا الوهم".
أوضح نائيني أنّ إسرائيل والولايات المتحدة أنفقتا مليارات الدولارات في محاولة لهزيمة الثورة الإسلامية وإضعاف إيران، لكنهما فشلتا، مشدداً على أنّ الحرب شكّلت دليلاً على قوة الشعب الإيراني واقتدار القيادة العليا، إضافة إلى صلابة القوات المسلحة.
ولفت إلى أنّ "جزءاً كبيراً من الصراع هو حرب معرفية ونفسية"، متهماً واشنطن وتل أبيب بالتركيز حالياً على الحرب الاقتصادية والنفسية لزعزعة استقرار البلاد، مؤكداً أنّ طهران تعمل باستمرار على تعزيز قدرات الردع لتجنب المواجهة وضمان الأمن المستدام.
تأتي تصريحات المسؤول الإيراني بعد الضربات الجوية الإسرائيلية المفاجئة في 13 حزيران الماضي، ضمن عملية أطلقت عليها تل أبيب اسم "الأسد الصاعد"، حيث استهدفت منشآت نووية إيرانية أبرزها موقع نطنز، وأسفرت عن مقتل شخصيات بارزة من الصف الأول في المؤسسة العسكرية الإيرانية، بينهم قائد الحرس الثوري حسين سلامي، ورئيس الأركان محمد باقري، وقائد القوات الجوية والفضائية أمير علي حاجي زاده.
وردّت طهران بعملية صاروخية واسعة النطاق أطلقت عليها اسم "الوعد الصادق 3"، استهدفت خلالها عشرات القواعد والمواقع العسكرية في إسرائيل، مؤكدة أنّها ستواصل الرد طالما استمرت الاعتداءات.
ولم تقتصر المواجهة على إسرائيل، إذ شنّت الولايات المتحدة في 22 حزيران هجوماً واسعاً على 3 منشآت نووية إيرانية في نطنز وفوردو وأصفهان، بهدف "تدمير البرنامج النووي الإيراني أو إضعافه بشكل خطير"، وفق ما أعلن البنتاغون.
وبعد أيام، ردّ الحرس الثوري الإيراني بضربات صاروخية على قاعدة العديد الأميركية في قطر، في تصعيد خطير وضع المنطقة على حافة مواجهة شاملة.