ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، رسالة المولد النبوي الشريف لهذا العام من مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، حيث تحدث عن معاني ولادة الرسول الأكرم محمد (ص) وتوقف عند أبعادها السياسية والوطنية والإنسانية.
أكد المفتي قبلان أنّ النبي الأكرم شدّد على ضرورة حماية الإنسان وضمان أمنه وأمان بلاده وحقوق شعبه، بعيداً عن "لعبة بيع الأوطان وتصفية مشاريعها السيادية والأخلاقية"، مشيراً إلى أنّ لبنان "بلد اللقاء السماوي والتاريخ الممزوج بعبق الإسلام والمسيحية". وأضاف أنّ المطلوب اليوم تأكيد اللقاء بين مكونات الوطن تحت عين الله ورعايته، والانخراط في معركة "نصرة المظلوم والمحروم".
وفي سياق الموقف من فلسطين، اعتبر المفتي قبلان أنّ ما يجري في غزة هو "مذبحة بحجم أهل الأرض"، مشدداً على أنّ كثيراً من العرب والعالم خسروا "لحظة الموقف العظيم أمام الله"، فيما كان لبنان سباقاً إلى نجدة القضية.
وهاجم الأمم المتحدة ومجلس الأمن و"الكيانات الأممية" واصفاً أداءها بالخيانة وبأنها "كانت بحجم أسوأ الفظاعات".
وأشاد قبلان بـ المقاومة، معتبراً أنّها قدّمت ما لا مثيل له في الدفاع عن لبنان وحماية سيادته، مؤكداً أنّها "القوة التي استعادت الدولة والبلد والمؤسسات"، وأنّها ما زالت "تردع العدو الإسرائيلي بأعظم التضحيات وسط حكومة عمياء بلهاء تكاد تكون متواطئة".
وقال: "لا شرعية فوق الشرعية التي تحمي لبنان وتدافع عنه بكل إمكاناتها."
وحذّر المفتي قبلان من أنّ لبنان يقف وسط "منطقة تحترق وفوضى مجنونة"، والمطلوب تكريس كل الإمكانات لحماية الوطن.
وانتقد الحكومة اللبنانية معتبراً أنّها "فاشلة ومتهورة وساقطة وطنياً"، محمّلاً الرئيس جوزاف عون مسؤولية كونه "الضامن الدستوري"، داعياً إيّاه إلى منع أي قرارات أو جلسات "غير ميثاقية".
وحذّر من "تهديد السلم الأهلي والمغامرة بالميثاقية التكوينية للبنان".
وشدد المفتي قبلان على أنّ "الجيش والمقاومة لا ينفصلان"، معتبراً أنّ "لا دفاع ولا قدرة بقاء بلا الاثنين معاً"، وأنّ التفريق بينهما هو "ضرب لأهم ضمانات لبنان السيادية".
ودعا إلى مناقشة السياسة الدفاعية والأمن الوطني بعيداً عن الصفقات والتبعيات، مؤكداً أنّ "سلاح المقاومة شرف لبنان وضمانة وجوده".
وختم المفتي رسالته بالتشديد على ضرورة منع الفتنة وكف الخصومات وتعزيز المشتركات الوطنية، مؤكداً أنّ "لا قيام للبنان بلا جنوبه وملاحم تضحياته"، وأنّ الشراكة الإسلامية – المسيحية والوحدة السنية – الشيعية "هي أعظم تكريم للنبي الأعظم".