ويؤكد أبناء المنطقة خلال جولة ميدانية قام بها "ليبانون ديبايت" في المنطقة أن الوضع لم يعد يحتمل، فالنفايات في عهد البلدية السابقة لم تسبب أزمة كما هو الحال الآن، لكن اليوم تتراكم بكثافة لأن سكان الفنار والرويسات والجديدة جميعهم يرمون نفاياتهم في هذا المكب، فيصبح المشهد وكأن جبلًا تكون في شارع الكهرباء في سد البوشرية تنبعث منه روائح كريهة.
ويشير عدد منهم إلى أن السبب الرئيسي هو أن البلدية حصرت رمي النفايات في مكبين فقط في سد البوشرية، أحدهما في وجه شركة الكهرباء والثاني في مار تقلا.
ويكشفون أنهم حاولوا التواصل مع رئيس البلدية أوغست باخوس لكنه لم يستمع لهم، على عكس ما كان يحصل في عهد رئيس البلدية السابق. ويأسف بعض السكان لأن الداعم الرئيسي لباخوس هو حزب الكتائب ولكنه لا يقوم بعمله بشكل جيد، ويلفتون إلى أن السكان كانوا يملكون آمالًا كبيرة من باخوس كونه يأتي من حزب يطالب بالإصلاح، لكن تبين أنها مجرد شعارات فقط.
ويوضح السكان أنهم لا ينامون ليلاً إما من البعوض الذي ينتشر بسبب النفايات أو بسبب الضجيج الذي يقوم به عمال شركة رفع النفايات، لا سيما في أوقات الليل أو عند الصباح الباكر. ويشير البعض إلى أن رفع النفايات يتم عندما تصل إلى تشكيل "جبل"، والأمر لا يقتصر على النفايات فقط بل يشمل مخلفات الدولايب والكرتون والخشب من الورش والمؤسسات المحيطة.
ويكشف آخرون عن محاولة لإعداد عريضة وتقديمها، حيث رفض رئيس البلدية التطرق إلى الموضوع، لكنهم أكدوا أن في مبنى واحد في المنطقة توفي خمسة أشخاص بسبب إصابتهم بمرض السرطان، والتي تشكل النفايات أحد أسبابها الرئيسية.
وينتقد البعض الحكومة التي تحصر همّها بحصرية السلاح وتترك اللبنانيين لقدرهم عبر الموت بسبب الأمراض التي تفرزها النفايات، فبدل صب اهتمامها على السلاح كان ينبغي عليها تقديم خطة تتعلق بملف حيوي مثل معالجة النفايات.
ويحمّل هؤلاء المسؤولية لرئيس البلدية في سد البوشرية المدعوم من النائب سامي الجميل، مطالبين الأخير بأن يحث من جاء به إلى البلدية للعمل وإنهاء هذا الوضع المأساوي. ولكن يشهد أبناء المنطقة لشركة رفع النفايات بأنها تقوم بعملها على أكمل وجه إذ أنها ترفعها كل ثلاث أو أربع ساعات يوميًا، لكنهم يحملون المسؤولية للبلدية التي حصرت رمي النفايات في مكبين فقط.
ويهدد عدد من الأهالي بالتحرك على الأرض في حال لم يستجب رئيس البلدية لمطالبهم، ويلوّحون بقطع الطرقات ورفع الصوت إلى أعلى سقف، وعلى رئيس البلدية أن يسمع هذا الصوت.